فى انتخابات «الصحفيين» .. لن أصوت لهذا المرشح
هانى عسل
صدقوني، لا أحد يهتم بانتخابات نقابة الصحفيين إلا الصحفيون أنفسهم!هذه هي الحقيقة المؤسفة التي لا نريد أن نعترف بها!
فلا أحد يريد أن يرانا، أو يهتم بنا، أو يشغل باله بمن يصبح نقيبا، ومن يصبح عضوا في مجلس إدارة النقابة، فمهنة الصحافة من أولها لآخرها لم تعد بنفس بريقها الذي كانت عليه في الماضي القريب، وإنما يتعامل معها الآن قطاع كبير من المواطنين بعدم اكتراث، بل لا أبالغ إذا قلت إن بعضهم يرى أن الإعلاميين هم «أعداء الشعب»، ويتحمل مسئولية ذلك أبناء المهنة أنفسهم الذين جعلوا الناس بحق «تكرهنا» وتكره تصرفاتنا، وبخاصة في السنوات الأخيرة، سنوات إعلام التحريض والتأليب والصوت المرتفع والابتزاز ومغازلة الشارع وتحويل نكرات إلى نجوم ومجرمين إلى أبطال وأساطير!
ـ لذلك، أتوقع أن يكون بعد غد الجمعة يوما فاصلا في تاريخ الصحافة المصرية، فإما أن تستعيد المهنة عافيتها وبريقها و«كرامتها» وتغير صورتها الذهنية لدى عامة الشعب إلى ما هو أفضل، وإما أن تطير «ريشتها» للأبد، ويتحطم «بلاط» صاحبة الجلالة إلى «ستميت حتة»، لتصبح صاحبة الجلالة مجرد قصر فخيم مهجور بلا بلاط، وبلا جلالة أو هيبة، وتبدأ المهنة كلها في مرحلة العد التنازلي للانهيار والانقراض، على غرار مهن أخرى انقرضت!
ـ في انتخابات «الصحفيين»، لن يذهب صوتي أبدا للثوار والمناضلين وعصابة «السلالم» أصحاب الفراغ القاتل والبطولات الزائفة وهواة التصوير أمام كاميرات «الجزيرة» والمراسلين الأجانب، وإنما سيكون الصوت للصحفيين «بحق وحقيقي» الذين نراهم ونشاهدهم بيننا يوميا في أماكن أعمالنا، ونقرأ إنتاجهم، ونثق بنسبة مليون في المائة أنهم بحق «صحفيون» يعرفون قضايانا ومشكلاتنا، لا أرزقية، أو «عواطلية» أو «مقطوعين»، أو دخلاء على المهنة.
ـ في انتخابات «الصحفيين»، لن يذهب صوتي أبدا لأي مرشح يعادي الدولة المصرية، أو تم ضبطه ولو لمرة واحدة متلبسا بمعاداة الدولة رأيا أو قولا أو فعلا، أو أساء لرئيسها أو جيشها، أو اعترض ذات يوم على أحكام قضائها، أو دافع عن إرهابي أو فوضوي أو متهم في قضية جنائية ووصفه بأنه «سجين رأي»، أو حتى طالب بهيكلة الشرطة وتطهير الداخلية بسبب خطأ «أمين شرطة»، وهو نفسه الذي يعرف تماما أن نقابته الموقرة تدافع منذ سنوات عن «المفبركاتية» و«المولعاتية»، ولم تخطيء ذات يوم وتحاسب أيا من هؤلاء، أو حتى تقول له «عيب .. ما يصحش .. شكلنا بقى وحش»!
ـ في انتخابات الصحفيين، لن يذهب صوتي أبدا لمن حول النقابة إلى تنظيم سياسي، يهيمن عليه اليسار مرة، والإسلام السياسي مرة، فليس هذا دور النقابة على الإطلاق، وإنما هو دور الأحزاب السياسية والبرلمان، فالنقابة بالنسبة لي ولصحفيين كثيرين، نقابة مهنية خدمية بالدرجة الأولى، وليست تنظيما سياسيا، وها قد «جربنا» بأنفسنا سنوات السياسة، ورأينا ما فعلته بنقابتنا ومهنتنا وأرزاقنا، فكفى!
ـ في انتخابات الصحفيين، لن يذهب صوتي لمن تجاهل الصحفيين المحترفين الحقيقيين بحق، وتركهم يعملون ليل نهار في مؤسساتهم دون أن يبالي أحد بقضاياهم أو مشكلاتهم أو تطوير مستواهم، بينما اهتم فقط باحتضان من «يحرض» و«يفبرك» و«يتصادم»، وكأن الصحفي إنسان مخلوق ليتشاجر مع «دبان وشه»!
ـ في انتخابات «الصحفيين»، لن يذهب صوتي أبدا لمن «مرمطوا» سمعة المهنة، وحولوها إلى كائن مهدد بالانقراض، بسبب مبدأ «الريشة» المعتاد الذي جعل المواطن العادي يقاطع صحفنا ومجلاتنا تدريجيا، ومعهم المعلنون بطبيعة الحال، مما أثر على اقتصاديات المؤسسات كلها، العامة والخاصة معا.
في انتخابات الصحفيين، لا يهم المصريين من يفوز ومن يخسر، ولكن يهمنا نحن أن نعيد تقديم أنفسنا لهم، لأن صورتنا الآن «مخزية»، ومخزية جدا!
رابط:
http://www.ahram.org.eg/NewsQ/581336.aspx