«جبل حلال» الصحفيين

مجدي سرحان

غدا.. سيكون الصحفيون أما خيار «الفرصة الأخيرة».. إما أن ينجحوا فى إنقاذ نقابتهم بل مهنتهم من الاختطاف والانفصال عن المجتمع.. أو يتركونها تقع لسنوات قادمة فى قبضة «مرتزقة العمل النقابي» وتجار الوطنية الزائفة والمزايدين بشعارات الوطنية والديمقراطية والدفاع عن الحقوق والحريات.. وغيرها من الشعارات التى يوظفونها لخدمة مصالحهم الخاصة ورهاناتهم السياسية الضيقة.

<< هؤلاء المرتزقة

هم فى حقيقة الأمر لا يسعون الا لـ «تسييس» العمل النقابى و تحزيبه.. وتخريبه.. ويحاولون ممارسة مراهقتهم السياسية تحت عباءة العمل النقابى.. بعد أن فشلوا طوال سنوات ما بعد 25 يناير 2011 فى تقديم «البديل السياسي» المقبول جماهيريا.. وبعد أن فشلوا من خلال الممارسة الديمقراطية بعد «الثورة» التى يزعمون اليوم أنهم جنودها وحماتها.. فى كسب ثقة وتأيد الشعب لهم.. فسقط الوطن أسيرا طوال عام كامل لقوى الظلام وعصابات الخيانة والإرهاب.. إلى أن سخر الله لمصر من يقود ثورة إنقاذها من هاوية الضياع.. فأيدوه وبايعوه قائدا وزعيما.. ثم ما لبثوا أن انقلبوا عليه بعد أن فشلوا فى أن ينتزعوا منه صدارة المشهد السياسى.. لا عن جدارة واختيار شعبى ديمقراطى حر.. ولكن ظنا منهم أنه «إرث» لا نعلم من أين جاءوا بوهم اسحقاقهم له؟!

<< ويخطئ

من يحاول تسويق فكرة أن معركة انتخابات الصحفيين الحالية هى معركة بين طرفين.. أحدهما يضم الصحفيين الموالين للدولة.. أو الذين يسعون لاستعادة جسور الثقة بين الدولة وبين النقابة من خلال النقيب «ابن الدولة» أو من يتفتق ذهنهم عن تسميته بـ «النقيب الجسر».. أما الطرف الآخر فيضم «الصحفيين الأحرار» المعارضين للدولة والنظام.. حماة حمى الحريات.. وحملة «لواء الثورة»!!.

فالحقيقة.. أن هذه الانتخابات هى «معركة مصير» طرفها الأول هو جحافل «الحنجورية» و«الكفاحتية» الذين لا يجيدون الا الصراخ فى المعارك الصغيرة وخناقات الشوارع.. أما فى المعارك الكبرى فهم كالجرزان لا يتحركون الا داخل الشقوق وفى باطن الأرض.. هؤلاء الذين تسللوا إلى داخل النقابة استغلالا لحالة الضعف والانشقاق والاستقطاب التى انتهى إليها حال مجلس النقابة.. واستغلالا أيضا لرعونة بعض قيادات المجلس و«مزايداتهم الانتخابية» التى كادت تحول نقابة الصحفيين العريقة إلى وكر لإيواء الخارجين عن القانون ومحترفى المظاهرات و«النضال الافتراضي» الوهمى على مواقع «التخريب الاجتماعى».

<< أما الطرف الآخر

والطرف الذى سيكون له الكلمة العليا فى معركة المصير هذه.. فهم دعاة العمل النقابى المستقل.. البعيد عن التبعية سواء لأجهزة الدولة أو لأى تنظيم حزبى أو سياسى.. أو من يتصورون أنهم يمثلون جماعات ضغط سياسي.

والواقع أن استقلالية النقابة لن تتحقق الا من خلال اخضاع عملية اختيار أو انتخاب القيادات لمعايير المهنية وإحترام أولويات العمل النقابى وحماية مصالح القاعدة النقابية.. أى الأعضاء.. وأيضا من خلال تطهير النقابة من هؤلاء الدخلاء.. الذين لن يفلحوا أبدا فى تحويلها إلى «جبل حلال» الصحفيين الذى يقودون من داخله تنفيذ عملياتهم التخريبية ومخططاتهم الخبيثة.

رابط المقال

http://alwafd.org/essay/19459

Back to Top