بالأمس القريب نجح حزب الوفد فى إعادة ترتيب أوراقه الداخلية، وأجرى انتخابات نزيهة وشفافة لاختيار الهيئة العليا، واستكمل خطوات ترتيب الأوراق بقرارات جريئة من رئيس الحزب المستشار بهاء الدين أبوشقة، أبرزها إعادة تعيين فؤاد بدراوى سكرتيرا عاما للحزب خلفا للدكتور هانى سرى الدين ليستكمل السكرتير العام الجديد خطوات الإصلاح التى بدأها الدكتور هانى سرى الدين فى إطار خطة طموح لإعادة الطيور الشاردة إلى الحزب وتطوير قدراته تمهيدا لإعادة الحزب من جديد إلى المكانة التى يستحقها.

خلال العام المقبل تحل ذكرى مئوية حزب الوفد بمناسبة مرور 100 عام على ثورة 1919 وتأسيس الزعيم سعد زغلول هذا الحزب العملاق الذى خرج من رحم الإرادة الشعبية، وأسس لمجتمع مصرى جديد يؤمن بالحرية والتنوع ووضع أول دستور عصرى حديث لمصر وهو دستور 1923 الذى يعتبر من أعظم الدساتير المصرية.

أتمنى أن تكون الذكرى المئوية هى بداية لإعادة إطلاق حزب الوفد من جديد ليصبح الحزب الليبرالى الأكثر قوة وتأثيرا فى الحياة الحزبية فى مصر فى إطار إعادة تشكيل الخريطة الحزبية المصرية لتتواكب مع المتغيرات الجديدة للدولة المصرية بعد أربع ثورات بدأت بثورة 1919، مرورا بثورة يوليو 1952، ثم ثورة 25 يناير، وانتهاء بثورة 30 يونيو.