نقيب يفتخر به الصحفيون
بقلم: علي بركة
أكثر من تعامل مع نقيب الصحفيين الاستاذ عبد المحسن سلامة يجمعون علي انه رجل شاطر وكاتب أشطر، وقد استطاع بجهده وكده واحترامه لنفسه وتفانيه في كل عمل تولاه ومهمة اسندت إليه أن يصعد سلم الصحافة، من أول درجاته. بدأ المشوار بلا وسطة، محررا تحت التمرين بجريدة الأهرام، ثم تم تعيينه محررا بقسم التحقيقات وتدرج إلي أن أصبح مديرا للتحرير ورئيسا لقسم التحقيقات، وكل هذا بالتوازي مع دوره النقابي كعضو مجلس نقابة الصحفيين فوكيل للنقابة وعضو مجلس إدارة منتخب باغلبية كاسحة بمؤسسة الاهرام.
وهكذا صار الرجل مهيأ ليكون نقيبا للصحفيين ورئيسا لمجلس إدارة الأهرام في اصعب توقيت يمكن أن يتولى فيه مسئول للمسئولية.
ولعل الذين تابعوا اداء النقيب عبد المحسن سلامة في كل الازمات التي عاشتها النقابة، يدرك أن خبرات الرجل الطويلة وقدرته علي الصبر والتعامل مع الازمات ساعدت كثيرا علي حشد كل العقول والاذواق والضمائر معه، واستطاع بشخصيته المعتدلة القوية، أن يخوض كل المعارك بما لا يخل بالمبادىء القروية التي تربي عليها والقيم الحميدة التي اتخذها عنوانا لشخصيته منذ ان بدأ حياته العملية في بلاط صاحبة الجلالة.
ونأتي إلي مشكلة الصحفيين مع نادي الزمالك، فقد رفض الرجل كل محاولات تدمير العلاقة إلي الأبد بين النقابة والنادي وأستطاع أن يمتص غضب الصحفيين، وقاتل بشراسة من أجل الحفاظ علي حقوقهم، وعندما علم بحقيقة الامر وأن نادي الزمالك ورئيسه المستشار مرتضى منصور لم يكونا طرفا في المشكلة، كان حريصا أولا أن يظهر لجموع الصحفيين الحقيقة الكاملة، وهي أن نادي الزمالك كان الأحرص من كل أندية مصرعلي منح العضوية العاملة للفئات المستثناه ووضع هذا البند في لائحته الداخلية، التي اعتمدتها الجمعية العمومية. كما أن المستشار مرتضى يعتبر واحدا من الاسرة الصحفية، فقد عمل في بلاط صاحبة الجلالة قبل تخرجه من كلية الحقوق واجرى سلسلة من الحوارات الصحفية مع قمم الفكر والادب في مصر وقتها.
وهي النقطة التي ارتكز عليها النقيب عبد المحسن سلامة في توصيلها بسلاسة وسهولة لجموع الصحفيين، وهكذا استطاع الرجل بتوصله إلي حل نهائي لهذه المشكلة، ان يضيف شمعة جديدة إلي الشموع الكثيرة التي اضاءها في النقابة ولم ولن تنطفىء ابدا وليعطي درسا إلي كل نقيب قادم للصحفيين أن يلتقط منه هذه الدروس في التعامل مع المشاكل ليعمل بها.