النقابة والوطن!
بقلم : محمد أمين
الأوزان النسبية فى الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين، هى نفسها الأوزان النسبية للمجتمع المصرى.. والانتخابات النقابية هى نفسها بروفة لأى انتخابات عامة، حتى الانتخابات الرئاسية.. وفى الغالب هناك أصوات عالية لكنها ليست مؤثرة فى المجموع الكلى.. وهناك أيضاً حزب كنبة، وهو الذى سيحسم الانتخابات فى صمت.. فلا يتحرك هذا الحزب إلا عندما يستشعر «الخوف» على الوطن!
وإذا شئت الدقة، فالنقابة أيضاً وطن.. ليست وطناً لأصحابها فقط، ولكنها وطن يتسع لكل أبناء الوطن.. حين تحدث لها أزمة، لا تصبح أزمة فئوية، ويصاب المواطن بالخوف، كما يخاف على الوطن.. لذلك نحن نختلف، فلا نستخدم الألفاظ التى تحدث فى انتخابات المحليات مثلاً.. والمفترض أننا نتنافس بشرف، وليس من أخلاقياتنا أن نكسر القلل خلف المرشح الخاسر، ولكننا «نقبّله» أولاً!
ربما تحدث هذه التشابكات فى انتخابات الأحزاب.. النقابات تبقى شيئاً آخر.. ولها طبيعة خاصة.. حتى إننا فى الأحزاب لم نكن نفعل هذا أبداً، ويخرج المنتصر والمهزوم يداً واحدة.. حدثت هذه الحكاية مرتين فى الوفد مثلاً.. مرة بين الأستاذ فؤاد بدراوى، والدكتور نعمان جمعة، بعد رحيل فؤاد باشا سراج الدين، ومرة أخرى بين الدكتور السيد البدوى، والأستاذ محمود أباظة، قبل 25 يناير!
والفارق كبير جداً بين انتخابات النقابات والأحزاب.. وبالتالى الخلط بين النقابة والحزب، أو التيار، جريمة كبرى.. فنحن، مثلاً، لا نختار أحداً لأنه «يسارى»، أو لأنه وفدى، وإنما ينبغى ألا نختاره لأنه يسارى أو وفدى.. وبالتالى لست مع الذين يختارون الزميل يحيى قلاش لأنه «يسارى».. وليس صحيحاً أننا حين نختار غيره نقيباً، فإننا نسلمه للسجن والسجان، كما قال د. عمار على حسن!
وليسمح لى الدكتور عمار بأن أختلف معه.. أولاً لأنه ينظر إلى النقيب من منظور فئوى بحت، وثانياً لأنه يعتبر انتخابه مانعاً له من صدور حكم قضائى بحقه.. غير صحيح.. ويقول ليس من المروءة أو الأخلاق أن نفعل هذا.. وإذا كان الأمر كذلك، فكان أولى أن نرشح الأستاذ إبراهيم عيسى، ليتفادى أى شىء بحقه.. والأصل أن يكون الاختيار للمهنة، لا للانتماء السياسى، وليس لأى سبب آخر!
معذرة، لا قلاش ترشح لكى يفلت من حكم قضائى، ولا عبدالمحسن ترشح لكى يكون رئيساً لمجلس إدارة الأهرام.. فماذا كنا نقول مثلاً عن ترشح ضياء رشوان؟.. وماذا نقول عن ترشح زملاء على مقاعد المجلس؟.. فى الحقيقة ترشح قلاش حق، لكن نجاحه حق للجمعية العمومية، وترشح عبدالمحسن حق، وليس لأنه يكرّس فكرة «نقيب الجسور»، وهل تظنون أن النقابة تعمل فى فراغ؟!
النقابة ليست حكراً على شخص أو تيار سياسى.. ربع قرن تكفى الأخ يحيى قلاش، عضواً وسكرتيراً عاماً، ونقيباً.. التغيير مهم.. نريد زملاء يمارسون المهنة.. سواء على كرسى النقيب، أو على مقاعد الأعضاء.. ولا يفوتنى أن أقول إن الأستاذ إبراهيم نافع، هو الذى بنى فندقاً للنقابة.. وكان «نقيب الجسور»!