صوتى.. وقبلاتى!
محمد أمين
آن أوان التغيير فى نقابة الصحفيين.. وصوتى للأستاذ عبدالمحسن سلامة، وقبلاتى للأستاذ يحيى قلاش.. ونبقى فى النهاية أصدقاء، لا يفسد ودنا اختلاف فى الرأى، ولا يعكر صداقتنا شىء.. فلا يعنى انحيازى هنا أى إساءة هناك.. نحن لا نختلف على الشخصيات أبداً.. وإنما نختلف على طريقة الإدارة، والسياسات التى مارسها النقيب أولاً.. ولا أحتج على الطريقة وحدها، وإنما على «المنهج» نفسه أيضاً!
وأظن أننا فى نقابة الحريات نمارس التغيير منذ زمن طويل، ومع هذا لا نخسر أنفسنا كنقابة ولا كزملاء.. وحين أنحاز هذه المرة إلى الأستاذ عبدالمحسن فأنا أنحاز أولاً إلى المهنة.. كما أُرسى مبدأ أنها نقابة مهنة فى المقام الأول، وليست حزباً سياسياً لجماعة من النشطاء السياسيين، وهو انحياز يعصمُ النقابة من التشتت، ويعصمُها من وضعها تحت الحراسة، كما حدث مع نقابات أخرى مثل «المهندسين»!
ويذكر الأستاذ قلاش أننى «صوّت له» من قبل، وأعلنت موقفى هذا فى مواجهة الصديق الأستاذ ضياء رشوان، وكان أسبق الناس إلى احترام رغبتى هو «ضياء» نفسه.. وأثبت أنه أرحب صدراً، ويؤمن بحق الاختلاف وتداول السلطة، وبقيت صداقتنا لا يعكرها شىء.. وحين استطلع رأيى مؤخراً فى ترشحه قلت له: عندك «مهمة كبرى»، فلما أعلن الانسحاب شكرته، بغض النظر عن أسباب الانسحاب!
وكنت أتمنى أن يستوعب الأستاذ قلاش الأصوات التى تنادى بالتغيير داخل النقابة، ولا يعتبرها إهانة أو إساءة، يتولاها بالرد والبيانات، فالمجلس الذى كان جزءاً من مشكلات النقابة لا يمكن أن يكون جزءاً من الحل أبداً.. ثانياً نحتاج إلى نقيب بلا شلة.. ثالثاً يمتلك رؤية لحل مشكلات صناعة الصحافة.. وأظن أنها بروفة لأى انتخابات أخرى، وتقيس الأوزان النسبية للتيارات الفئوية داخل الجمعية العمومية!
الجماعة الصحفية الآن فى حاجة إلى نقيب يعيد النقابة إلى وحدتها، ولا يمزقها أكثر مما تمزقت وانقسمت.. تريد نقيباً لا تحركه شلة بالريموت، على طريقة «مكتب الإرشاد».. فقد أثبتت أزمة النقابة الأخيرة أن إدارة الأزمة كانت بعافية، كما تكشف عن ضعف شديد وترهل كبير، غاب فيها صوت النقيب، بينما علت فيها أصوات نشاز، كان ينبغى أن تتلاشى أو تخفت، ولهذا نريد التغيير الآن وليس غداً!
أكرر وأؤكد أن موقفى من الأستاذ قلاش ليس نابعاً من أزمة النقابة فقط، فقد اكتشفت قبل عام أنه فئوى وحزبى.. كنا فى عزاء الأستاذ هيكل، وقال إنه ينوى إطلاق اسمه على إحدى القاعات، فأيدته طبعاً، وقلت: ولا تنس الأستاذ مصطفى أمين، فهو عميد الصحافة العربية.. وكانت صدمة مدوية حين قال: ده خاين!.. ويومها كتبت ذلك، فأنكر، وقال إنه كان بيهزر، وذهب ليعتذر للزملاء فى «أخبار اليوم»!
أخيراً.. سأعطى قُبلة حارة ليحيى قلاش، ولكن لا أعطيه صوتى.. فهناك أسباب للتغيير فعلاً.. منها ما ذكرت، ومنها ما لا أودّ أن أذكره.. وسنبقى أصدقاء.. قضيتنا أن نرسى مبدأ التغيير وحق الاختلاف وتداول السلطة.. فربما ينجح البعض كعضو أو كسكرتير عام، لكن مقعد النقيب سيبقى حاجة تانية خالص.. هناك فرق كبييير!