من أديس أبابا إلى ميونيخ.. بقلم عبد المحسن سلامة
بعد غياب 26 عاما، عادت مصر إلى رئاسة الاتحاد الإفريقي، وقد شهدت العاصمة الإثيوبية أديس أبابا حضورا مصريا مكثفا ـ وقام الرئيس عبد الفتاح السيسى بجهد فوق العادة خلال جلسات المؤتمر، وامتد حضوره لساعات طويلة داخل مقر الاتحاد لرئاسة الجلسات المختلفة منذ بداية الاجتماعات حتى نهايتها.
اللافت للانتباه هو الترحيب الحار من كل الوفود المشاركة برئاسة مصر للاتحاد فى إطار عودة العلاقات التاريخية الوطيدة بين القاهرة ودول القارة المختلفة.
ولأن الرئيس عبد الفتاح السيسى حريص على فكرة المسارات المتوازية فى العلاقات وتجنب اخطاء الماضى بالوقوع فى فخ أحادية العلاقات، كما حدث فى الفترات السابقة حينما كان الاهتمام يقتصر على اتجاه واحد شرقا أو غربا أو جنوبا أو شمالا، فقد قام الرئيس بعدها بالمشاركة فى مؤتمر ميونيخ للأمن، وهو المؤتمر الأهم فى العالم للتعاون فى مجال الأمن ومكافحة الإرهاب، ولأول مرة يتحدث رئيس دولة غير أوروبية فى الجلسة الرئيسية للمؤتمر التى عقدت صباح أمس بحضور المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، بما يؤكد تعزيز مكانة مصر الدولية وعودتها إلى مكانتها الرفيعة فى السياسة العالمية، وتقدير المجتمع الدولى لدور مصر فى الحفاظ على استقرار الأمن العالمي، ومكافحة الهجرة غير الشرعية.
لقد نجحت مصر فى القيام بجهد كبير جدا فى ضبط سواحلها وحدودها بشكل منفرد وبدون مساعدات أجنبية، حيث لم يتم تسجيل أى حالة من حالات التسلل أو الهجرة غير الشرعية من مصر منذ سبتمبر عام 2016 حتى الآن.
مصر تقوم بدور هائل فى مكافحة الإرهاب، ونجحت مصر فى الحد من العمليات الإرهابية على أراضيها بشكل رائع خلال السنوات الأربع الماضية مما يجعلها نموذجا يحتذى به فى مكافحة الإرهاب عالميا، ويجعلها قادرة على تصدير خبرتها فى هذا المجال فى اطار الجهد العالمى المشترك فى مكافحة الإرهاب والتطرف.
ايضا فإن رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى سوف تسهم فى تحقيق المزيد من التعاون المشترك بين إفريقيا وأوروبا فى مجال الأمن والسلم العالميين بالإضافة إلى توطيد العلاقات الاقتصادية فيما بين القارتين بما يؤدى فى النهاية إلى معالجة جذور زيادة الهجرة غير الشرعية من خلال حل المشكلات الاقتصادية التى يعانى منها الشباب الإفريقى والتى تدفعه إلى المغامرة والهجرة غير المأمونة العواقب.