الثورة العقلية.. بقلم عبد المحسن سلامة
فى جلسة تعارف ودية، التقيت السفير الإندونيسى بالقاهرة حلمى فوزي، ولحسن الحظ هو صحفى سابق، ولذلك فقد ذابت الفوارق سريعا بيننا، وقد أخبرنى بأنه أيضا كان عضوًا بفريق العمل القومى للثورة العقلية فى إندونيسيا.
توقفت عند ذلك المسمى وقلت له: ماذا يعنى فريق العمل القومى للثورة العقلية؟!..
أجاب: هو فريق تم تشكيله بمعرفة الحكومة يتبع وزارة «تمكين الإنسان والثقافة»، وظللت عضوا فاعلا به من عام 2014 إلى 2016، حتى ذهبت للعمل فى وزارة الخارجية كسفير.
وأضاف: هذا الفريق له دور فاعل ومؤثر فى تهيئة المجتمع الإندونيسى للمتغيرات الجديدة فى مجال الإصلاح الاقتصادى والاجتماعى والسياسي، وقام بجهد هائل فى هذا المجال، ونجح فى حل الكثير من الإشكاليات التى كانت تظهر فى أثناء تطبيق الإصلاحات نتيجة الأفكار الموروثة والمتراكمة.
هى فكرة رائعة أتمنى لو تم تطبيقها فى مصر، وأن تضاف صلاحية الثورة العقلية إلى وزارة الثقافة، أو إلى وزارة الإعلام الجديدة، التى يتم التفكير بشأن إعادتها من جديد خلال الأيام المقبلة بعد الانتهاء من التعديلات الدستورية.
مصر تحتاج إلى ثورة عقلية ضخمة لغرس مفاهيم العمل الجديدة المتعلقة بالعمل فى القطاعين العام والخاص، وأيضًا فى مجال النظافة فى الشوارع، ودور المواطن الإيجابى فى هذا المجال، وكذلك فى مجالات القضاء على البيروقراطية، والحفاظ على المال العام، والخيط الرفيع بين المصلحة العامة والمصالح الشخصية.. وغيرها من المجالات التى تحتاج إلى إعادة تغيير المفاهيم لإزالة التشوهات المتوارثة والمتراكمة منذ عقود طويلة.