عوار عقلى.. بقلم عبد المحسن سلامة
لا يمكن أن يكون هناك أى مبرر للإرهاب وقتل الأبرياء سوى أن هناك خللًا عقليًا جسيما فى عقول الإرهابيين وتركيبتهم النفسية, فكيف لعاقل أن يقتل نفسه ويقتل الآخرين؟!.. وتحت أى مبرر يمكن أن يرتكب تلك الجريمة «الشنيعة» التى تتنافى مع كل قواعد الأديان والأخلاق؟.
هل يخترعون دينًا جديدًا؟!.. لم يثبت أبدًا أن النبى, صلى الله عليه وسلم, أو الصحابة من بعده, قتلوا نفسا بغير حق, ولم يأمر الرسول بحرق ديار الكفار والمشركين الذين كانوا يعبدون الأوثان, بل إنه حينما فتح مكة, وهو خارج منها بالإكراه, عامل أهلها بكل حب وتسامح, وأعطاهم الأمان الكامل, فمن أين جاء هؤلاء الإرهابيون بصك قتل الأبرياء وترويعهم؟!..
ما ذنب السيدة «حلاوتهم» التى كانت ذاهبة لشراء الخبز لأولادها فى الدرب الأحمر؟!.. وما ذنب من قتلوا فى مسجد «الرحمة» بقرية «الروضة» فى سيناء؟!.. وما ذنب الشهداء والأبطال من رجال الشرطة والجيش الذين يصلون الليل بالنهار لتوفير الأمن والأمان للشعب المصرى؟!..
جرائم بشعة وخسيسة تؤكد أننا أمام حالة عوار عقلى جسيم لا مبرر لها على الإطلاق دينيًا أو اقتصاديًا أو سياسيًا.
إرهابى الدرب الأحمر نجل طبيب أطفال مهاجر إلى أمريكا منذ 25 عامًا, ويحمل الجنسية الأمريكية, كما أفادت وسائل الإعلام, وكل هذه المعلومات تؤكد حقيقة الخلل العقلى والنفسى للإرهابيين القتلة.
إن تجفيف منابع الإرهاب يحتاج إلى ثورة عقلية شاملة لمواجهة عملية «مسح العقول» التى يتعرضون لها, وتحتاج إلى تكاتف كل الأجهزة المعنية؛ الأزهر ووزارات الثقافة والإعلام والشباب, وكل الجهات المسئولة فى إطار خطة منظمة ومدروسة ضمن آليات الثورة العقلية الجديدة فى المرحلة المقبلة وتكون لها أهداف محددة, أقلها تجفيف منابع الإرهابيين, ومحاصرتهم فى أضيق نطاق ممكن, بعد أن نجحت المواجهات الأمنية فى كسر شوكتهم وإجهاض مخططاتهم الشريرة.