اصطياد خفافيش النت .. بقلم عبدالمحسن سلامة
للأسف الشديد تحولت شبكة الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعى عند البعض إلى أداة لضياع الوقت, ونشر الرذيلة, وتعميق الكراهية, وترويج الشائعات, وخلق عالم افتراضى وهمى غير موجود إلا لدى هؤلاء المهووسين به والقابعين فى الغرف المظلمة.
كان من الطبيعى أن تقوم وزارة الداخلية بتحديث إمكاناتها لمجابهة التطورات السريعة والمتلاحقة فى عالم النت من أجل حماية المواطنين من خفافيش الظلام, ومروجى الشائعات والأكاذيب, فهناك جهود جبارة تبذلها الوزارة فى هذا الإطار بدعم كامل من اللواء محمود توفيق, وزير الداخلية, وفريق عمل مقاتل برئاسة اللواء مدحت حسين, مدير إدارة البحث الجنائى, والعقيد أسامة محمود, رئيس مباحث الإنترنت, وكتيبة عمل رائعة تعمل ليل نهار لمتابعة هؤلاء الخفافيش، واصطيادهم بشكل قانونى, ومن خلال آليات قانونية منضبطة وسريعة.
هم يتعاملون مع آلاف الشكاوى, بعضها جاد, والبعض الآخر كيدى وغير حقيقى, ومع ذلك فهم يتعاملون بكل جدية وانضباط مع كل الشكاوى التى تصل إليهم, وفى معظم الأحوال ينجحون فى التوصل إلى فك كل الطلاسم والألغاز, وتقديم الجانى إلى العدالة لينال ما يستحقه من العقاب, ويكون عبرة للآخرين, ممن يقتلهم الفراغ, وتنتابهم الأوهام, ويعيشون فى عالمهم الافتراضى المظلم.
النت اختراع عصرى رائع, ومزاياه متعددة, لكن للأسف هناك من يسىء استخدامه بقصد, وللأسف أحيانا دون قصد, وأظن أن ما تقوم به مباحث الإنترنت من جهود جبارة سوف يؤدى فى النهاية إلى ترشيد استخدام هذا الوحش الافتراضى, وترويضه ليتحول إلى أداة للعلم والمعرفة والتنوير والتواصل الاجتماعى الحقيقى وليس العكس.