الوزير «الميت»..!.. بقلم عبدالمحسن سلامة
مواطن اسمه خالد محمد وجيه أراد أن يثبت مدى تفاهة «السوشيال ميديا», وتفاهة من يجرى خلفها ويصدقها ويجعلها مصدرا للمعلومات, فقام بتعيين الدكتور مهندس محمد وجيه عبدالعزيز وزيرًا للنقل خلفًا للدكتور هشام عرفات, وزير النقل المستقيل, وحدد موعدًا لأداء اليمين القانونية بدقة, وأسهب فى شرح التفاصيل الخاصة بالوزير الجديد.
للأسف الشديد, تفاعل الكثيرون مع ما نشره خالد رغم سذاجته وعدم معقوليته, وتم نشره بسرعة البرق على أنه حقيقة واقعة, وأن الأمر جاد جدًا, وللأسف لم يقتصر النشر على مدمنى الفيس وتويتر ووسائل التواصل الاجتماعى الأخرى, ولكن تورطت فيه بعض وسائل الإعلام وتحولت الشائعة إلى خبر يتم تداوله وكأنه أصبح حقيقة واقعة.
المواطن خالد, بشجاعة تحسب له, وبعد أن شاهد وتابع حجم العبث, تدخل مرة أخرى ليكتب أن الوزير الجديد لم يكن سوى والده المتوفى محمد وجيه عبدالعزيز, ليؤكد حجم المأساة التى يعيشها مدمنو وسائل التواصل الاجتماعى, وزيف الشائعات التى يكثر تداولها دون ضوابط.
تلك هى المأساة التى يعيشها مدمنو وسائل التواصل الاجتماعى الآن, وأقول «مدمنو ليس رواد», لأنه من الطبيعى أن التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعى له إيجابياته إذا تم بحذر, وفى إطار كونه أنه ليس مصدرًا للأخبار أو المعرفة, كما أكد مؤسس فيس بوك نفسه «مارك زوكربيرج», ولكن الإدمان هو المشكلة, وخلق عالم افتراضى وهمى لهؤلاء المدمنين كارثة لها نتائجها السلبية على التكوين النفسى والعقلى لهم لا يقل خطورة عن إدمان المخدرات فى الأمد البعيد.
أتمنى أن تكون قصة «الوزير الميت» صدمة إفاقة لمدمنى وسائل التواصل الاجتماعى حفاظا على صحتهم النفسية والعقلية المستقبلية.