مئوية ثورة وتأسيس حزب .. بقلم عبد المحسن سلامة

 

أمس انطلقت احتفالات مصر بمئوية ثورة 1919 ومرور مائة عام على تأسيس حزب الوفد.

ثورة 1919 هى ثورة كل المصريين التى تعانق فيها الهلال مع الصليب بعد أن اعتقلت سلطات الاحتلال الإنجليزى الزعيم سعد زغلول ورفاقه من أعضاء الجمعية التشريعية لمنعهم من السفر لعرض قضية استقلال مصر فى مؤتمر الصلح، لتندلع ثورة شعبية عارمة شاركت فيها جموع المصريين بكل فئاتهم وأطيافهم لتربك حسابات المحتل الإنجليزى وتجبره على الإفراج عن سعد ورفاقه والسماح لهم بالسفر لعرض قضية مصر العادلة فى الحرية والاستقلال، لكن الإنجليز أصروا على المماطلة والتسويف، وقرروا القبض على سعد زغلول مرة أخرى ونفوه إلى جزيرة سيشل لإخماد نيران الثورة، إلا أن الثورة زادت واتسعت حتى أجبرت المحتل الإنجليزى على إنهاء الحماية البريطانية والإفراج عن سعد زغلول ليخوض الانتخابات ويكتسحها ويقوم بتشكيل الحكومة لأول مرة بناء على تكليف شعبي.

ثورة 1919 هى ثانى ثورة شعبية بعد ثورة عرابى فى التاريخ المصرى الحديث ومنها خرج حزب الوفد أول حزب يولد من رحم الشعب المصرى ولادة طبيعية بنسبة 100% بعيدا عن الولادات الحزبية المتعثرة أو القيصرية.

تعرض حزب الوفد لمحطات صعبة وقاسية خلال المائة عام الماضية منها ما يتعلق بالانشقاقات الداخلية كما حدث فى مرحلة ما قبل ثورة يوليو 1952، ومنها مايتعلق بالحظر والتشويه المتعمد كما حدث بعد ثورة يوليو 1952، والآن هو يحاول التقاط أنفاسه ولم شمله من جديد تحت قيادة المستشار بهاء الدين أبو شقة رئيس الحزب الحالي.

تحديات عديدة يواجهها الحزب حاليا منها ما يتعلق بالانشقاقات الداخلية، ومنها مايتعلق بالتمويل والظروف الاقتصادية، وأخرى تتعلق بمصداقية الأحزاب وهشاشتها على الساحة السياسية، وكلها تحديات تحتاج إلى جهد ضخم لمواجهتها والتغلب عليها، وأعتقد أن نجاح حزب الوفد وقدرته على الانطلاق من جديد سوف يكون لهما أكبر الأثر فى إثراء الحياة الحزبية فى مصر وانطلاقها إلى مرحلة جديدة تواكب التطور الهائل الذى يحدث فيها الآن بعيدا عن حالة التشرذم والأحزاب الكرتونية عديمة الفائدة والجدوي.

Back to Top