أصحاب البشرة البيضاء.. بقلم عبدالمحسن سلامة


ترك منفذ المذبحة البشعة للمسلمين فى نيوزيلندا بيانا طويلا، وصف من خلاله ترامب بأنه «رمز مجدد لهوية أصحاب البشرة البيضاء»، وللأسف لم تصدر إدانة قوية من ترامب ضد هذا الهجوم الإرهابى البشع، واكتفى بالقول «أعتقد أن الأمر يتعلق بمجموعة صغيرة من الأشخاص الذين يعانون مشكلات خطيرة للغاية، هذا بالتأكيد أمر بشع».

وعلى الرغم من أن مستشارة الرئيس الأمريكى كيليان كونواى بادرت بنفى ما جاء فى بيان الإرهابى بقولها «إن منفذ الهجوم مخطئ فى اعتقاده أن ترامب رمز للهوية البيضاء»، مضيفة أن «مطلق النار هو شخص شرير وبغيض»، فإن الحادث الإرهابى البشع يعد أحدث دليل على تنامى أيديولوجية اليمين المتطرف فى الغرب القائمة على فكرة تفوق «العرق الأبيض»، والتى يروج لها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بمواقفه الرافضة والمناهضة للمهاجرين، لكن مخاطر«القومية البيضاء» لم تعد مقصورة على الولايات المتحدة فقط بل تعكس أيديولوجية يروج لها اليمين المتطرف فى الغرب.

لقد سقط 4 مصريين شهداء بين ضحايا المذبحة، والشيء المثير للاشمئزاز هو موقف مرتكب الحادث الإرهابي، الذى خضع للمحاكمة، وظل يقوم بالحركات العنصرية الشائعة بين هؤلاء الإرهابيين، الذين يعرفون بـ «المتفوقين البيض»، مشيرا إلى أنه سوف يتم إطلاق سراحه فيما بعد ويحصل على جائزة نوبل للسلام.!!

هكذا يفكر الإرهابيون، منهم من ينتظر الجنة، ومنهم من ينتظر جائزة نوبل للسلام معتقدين صواب أفكارهم، وأنهم الأحق والأفضل، وهو ما يؤكد أن الإرهاب ليس له دين أو جنس.

من يتعاطف مع الإرهابيين ويدين إعدامهم يفسح المجال لنمو هذه الأفكار السرطانية الخطيرة، التى يجب وأدها فى مهدها أيا كان مصدرها وأيا كان فاعلها.

Back to Top