أبو الهول الإفريقى.. بقلم عبدالمحسن سلامة
أعتقد أن الحفل، الذى أقيم مساء الجمعة الماضى، لإجراء قرعة كأس الأمم الإفريقية تحت سفح الأهرامات وأبو الهول، هو أول مؤشرات نجاح تنظيم البطولة الإفريقية، فقد نجحت الحكومة باختيارها المكان، ودقة التنظيم فى إبهار القارة الإفريقية، وعشاق الساحرة المستديرة فى العالم كله، بهذا الحفل الرائع، الذى نال إعجاب الحاضرين، وكل المتابعين عبر الشاشات.
أعلم أن الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس الحكومة، كان يتابع ترتيبات هذا الحدث بكل اهتمام، وكان لا يترك صغيرة أو كبيرة إلا ويتابعها بنفسه، ويسأل عنها؛ لكى يخرج بهذا الشكل الرائع، مما جعل كلمته، التى ألقاها فى بداية الحفل، معبرة عن الوضع الحالى، حينما قال «مرحبا بكم فى مصر الحاضر والمستقبل، مهد الحضارة والتاريخ العريق، أرض الكنانة، قلب إفريقيا النابض».
منطقة الأهرامات هى واحدة من أهم المعالم فى تاريخ الإنسانية، وتبهر كل من يشاهدها، لدرجة جعلت الرئيس الأمريكى دونالد ترامب يتحدث عن إعجاب زوجته الشديد بها بعد أن زارتها.
اختيار منطقة الأهرامات، لإقامة هذا الحدث، اختيار موفق للغاية، ولكن مع اختيار المنطقة جاء الترتيب الدقيق، والتنظيم الأكثر من رائع، لتجتمع كل أسباب النجاح لحفل الافتتاح، فالتاريخ وحده لا يكفى، وإنما بالحاضر، وما نضيفه إليه، نجعل النجاح أكثر تميزا، وهو الأسلوب الذى يجب أن يكون حاضرا أمامنا فى كل الأحداث، فلدينا تاريخ عريق، وحضارة ليس لها مثيل عند الآخرين, لكن لابد أن تكون بصمة الحاضر موجودة، وبقوة، لكى يصبح التاريخ حيًا وفاعلا ومبهرا .
تحية تقدير للدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء, والدكتور أشرف صبحى، وزير الشباب والرياضة، الذى كان دينامو الحفل, ويعمل، ليل نهار، لكى تخرج كأس الأمم الإفريقية بما يليق بمصر، وحضارتها، ومكانتها, على الرغم من أن اختيار مصر جاء فى آخر لحظة لحل الأزمة، التى وقع فيها الاتحاد الإفريقى لكرة القدم، بسبب اعتذار الكاميرون عن التنظيم لظروفها.
كتيبة متكاملة من الحكومة واتحاد كرة القدم بدأت قصة النجاح فى حفل الافتتاح، ومن المهم استكمال ذلك المجهود حتى حفل الختام إن شاء الله.