قبل أذان المغرب ... بقلم :عبدالمحسن سلامة
لا يمكن أن يكون هناك شعب أجمل وأنبل من الشعب المصرى، بغض النظر عن بعض الملاحظات والسلبيات، التى توجد فى كل الدنيا، وموجودة منذ بدء الخليقة وحتى تقوم الساعة.
الكلام عن نبل الشعب المصرى ليس تحيزا ولكن حقيقة، فهو مثل المعدن النفيس، الذى يعلوه أحيانا بعض الصدأ، وأحيانا أخرى بعض الغبار، لكن يظل، فى مجمله، شديد الروعة والجمال.
من يرد أن يتأكد من ذلك؛ عليه، فقط، أن ينزل إلى الشارع قبل أذان المغرب، خاصة على الطرق السريعة والرئيسية، ليرى، بنفسه، نبل وعظمة الشعب المصرى الأصيل والراقى .
وقت أذان المغرب، وفى الوقت الذى يسارع البعض فيه بالذهاب إلى بيته؛ لتناول الإفطار مع أسرته، نجد هناك الكثير من المواطنين، شبابا ورجالا، يتركون بيوتهم، ويقفون فى الطرقات، يوزعون العصائر، والمشروبات، والتمور، وبعض الوجبات الخفيفة.
المشهد رائع، ومؤثر، ففى كل إشارة تجد هؤلاء الشباب، والرجال، يأتون إليك، بكل حب، وأدب، واحترام، فى محاولة لإكرام الذين اضطرتهم ظروفهم للوجود فى الشارع فى هذا التوقيت.
رأيت سيارة ملاكى حديثة، ينزل منها أب وابنه، يحملان وجبات خفيفة معبأة فى أكياس، ويقومان بتوزيعها، بكل حب، على المارة, وإلى جوارهما مجموعة أخرى من الشباب يحملون العصائر, ومجموعة ثالثة توزع التمور, ورابعة توزع الزبادى.
ليس هناك تنسيق بين هذه المجموعات، فهناك من يعمل بشكل فردى, وهناك مجموعات عبارة عن 3 أو 4 أفراد.. وهكذا الكل يتسابق لعمل الخير، وربما لم يلتقوا من قبل, وربما لن يلتقوا بعد ذلك , فالهدف هو عمل الخير بشكل مجرد، وعفوى، وتلقائى، بعيدا عن الترتيبات.
الشىء الرائع، أن هذا المشهد متكرر فى أماكن كثيرة , ولا يخص مكانا أو طريقا بعينه, فهو ينتشر فى الكثير من المحافظات، وفى معظم الطرق الرئيسية.
ليتنا جميعا نتعلم من تلك النماذج الرائعة، بعيدا عن النماذج الشاذة، التى تدعو للعنف والبلطجة.. وكل أنواع الشرور الأخرى.