التاسعة صباحا فوق الكوبرى.. بقلم :عبدالمحسن سلامة
لأن أمس كان العاشر من رمضان، وهو اليوم الخالد فى التاريخ الحديث، يوم انتصار الجيش المصرى على العدو الإسرائيلي، فقد أصبح يوما ملهما للمصريين لإضافة إنجازات شديدة الأهمية فى معركة التعمير والبناء، التى لا تقل أهمية عن المعارك الحربية, وأعتقد أن الرئيس عبدالفتاح السيسى قد اختار صباح أمس لافتتاح محور «تحيا مصر»، الذى يعتبر أكبر المشروعات القومية فى مجال الطرق والنقل، من هذا المنطلق، ليؤكد أن روح «السادس من أكتوبر- العاشر من رمضان» لاتزال نابضة، وبقوة، فى شرايين الشعب المصري, وأنه إذا كان الشعب المصرى قد صنع المستحيل فى معركة «السادس من أكتوبر- العاشر من رمضان, فإنه لايزال قادرا على صنع المستحيل، أيضا، فى معركة التنمية والبناء.
محور «تحيا مصر» يدخل ضمن شبكة الطرق العملاقة، كما أوضح اللواء إيهاب الفار، رئيس الهيئة الهندسية، التى تربط بين البحرين الأحمر والمتوسط، على غرار قناة السويس، ولكن هذه المرة بشبكة طرق برية عملاقة، تمتد من الزعفرانة والسخنة إلى العلمين ومطروح.
أكثر من 8 آلاف كيلو متر تمت إضافتها خلال السنوات الأربع الماضية لشبكة الطرق القومية فى مصر، بتكلفة بلغت نحو 164 مليار جنيه, ولو أنه تم تأخير تنفيذ تلك الشبكة لتضاعفت أرقام التكلفة 3 أضعاف، على الأقل, وهذا هو السر الذى أفصح عنه الرئيس عبدالفتاح السيسي، أمس، خلال مداخلته فى افتتاح المشروع العملاق، ليكشف عن أسباب إصراره على إنجاز المشروعات بأقصى سرعة ممكنة، وبأقل أسعار متاحة.
كنت فخورا بحضور ممثل موسوعة «جينيس» للأرقام القياسية افتتاح هذا المحور الضخم، بعد تسجيله كأضخم كوبرى معلق على مستوى العالم، وتسليمه شهادة بهذا الخصوص إلى المهندس محسن صلاح، رئيس شركة المقاولون العرب، أمام الحضور, والمفاجأة أن الكوبرى ليس الأضخم فى العالم فقط، بل هو تحفة فنية رائعة أيضًا، بعد أن تم تصميم حارات خاصة بالمشاة على جانبى الكوبري.
أتمنى أن تقوم الأسر المصرية بالذهاب إلى «الممشى السياحي» لمعرفة حجم ما يتحقق من إنجازات على الأرض فى مصر الآن فى جميع المجالات، خاصة ما يتعلق بمشروعات البنية التحتية، والطرق، والأنفاق..وكلها مشروعات تمثل العصب الرئيسى للاقتصاد الوطني.