أعظم الانتصارات.. فى رمضان.. بقلم : عبدالمحسن سلامة
إذا كانت حرب أكتوبر هى آخر أعظم الانتصارات للعرب والمسلمين فى رمضان؛ فقد شهد شهر رمضان، أيضا، أعظم الانتصارات، التى سجلها العرب والمسلمون على مدى تاريخهم.
كانت البداية «غزوة بدر الكبرى»، التى وقعت فى السابع عشر من رمضان، العام الثانى من الهجرة، وهى أول انتصار إسلامى بقيادة النبى محمد ( صلى الله عليه وسلم) ضد قريش، وهى أول معركة من معارك الإسلام الفاصلة بين الحق والباطل،كذلك سميت «يوم الفرقان»، كما سميت »غزوة بدر»، نسبة إلى منطقة بدر، التى وقعت فيها المعركة.
كان عدد المسلمين فى غزوة بدر ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا، معهم فرسان و70 جملا, وكان تعداد جيش قريش ألف رجل، معهم 200 فرس، أى أن جيش قريش كان يشكل 3 أضعاف جيش المسلمين، ومع ذلك انتصر المسلمون، وتكبدت قريش خسائر فادحة، حيث قتل قائد جيش قريش عمرو بن هشام، ومعه 70 آخرون, وتم أسر 70 رجلا، أما خسائر المسلمين فلم تتعد 14 رجلا, ستة منهم من المهاجرين و8 من الأنصار.
الحدث الثانى، الأعظم فى تاريخ الإسلام الذى وقع فى شهر رمضان، هو «فتح مكة» فى سنة 8 هجرية، حيث تم فتحها، ودخول المسلمين إليها، وضمها إلى دولة الإسلام، وكانت قريش قد انتهكت الهدنة مع المسلمين, ونقضت عهدها فى «صلح الحديبية»، وجهز الرسول جيشا قوامه عشرة آلاف مقاتل لفتح مكة, وتحرك الجيش حتى وصل إليها, ودخلها دون قتال، بعد أن استسلمت قريش, ونزل النبى مكة, وطاف بالكعبة، وحطم الأصنام، لتبدأ رحلة سطوع شمس الإسلام فى الجزيرة العربية أولا، ثم العالم كله ثانيا، بعد أن توطدت دولة الإسلام, وثبتت دعائمها.
بعد فتح مكة, كانت معركة تبوك، وذلك فى العام التالى لفتحها, وهى المعركة التى دخل بعدها معظم القبائل العربية إلى الدين الإسلامى.
أيضا، من المعارك الفاصلة فى رمضان «معركة القادسية» بين المسلمين والفرس، والتى وقعت فى شعبان، واستمرت إلى شهر رمضان، من العام 16 هجرية، وهى الحرب التى غيرت ملامح التاريخ البشرى، وأنهت الدولة الفارسية من الوجود.
أيضا، كانت معركة «عين جالوت»، التى هزم فيها المسلمون التتار فى 25 رمضان عام 658 هجرية.
.. وهكذا، فقد شهد شهر رمضان المعظم أعظم الانتصارات الإسلامية، منذ غزوة بدر حتى معركة أكتوبر.