بالمصادفة البحتة, ولارتباطى بموعد عائلى هناك, ذهبت إلى النادى الأهلى, فرع الجزيرة, ولاحظت أن كل شاشات التليفزيون كانت تبث مباراة الزمالك ونهضة بركان المغربى, وعشاق الساحرة المستديرة من أعضاء النادى يتابعون المباراة بشغف شديد, وكنت أسمع صيحات المشاهدين, وأسأل عن الأخبار, فكان الرد أن الزمالك أحرز هدفا, وتكرر المشهد فى ركلات الترجيح, وغيرها من اللحظات المهمة فى المباراة, حتى انتهت المباراة بفوز الزمالك 5/3 بركلات الترجيح, لتسود حالة من الفرح والسعادة بالنتيجة داخل جدران قلعة النادى الأهلى فى الجزيرة.

هذه هى الروح الرياضية الرائعة, التى يجب أن تسود, فالزمالك كان يلعب باسم مصر, والكل محتشد خلفه, وانتصاره انتصار للكرة المصرية, بعيدا عن مسمى الأندية, وروح التعصب البغيض, الذى ضرب الروح الرياضية فى مقتل, فى الفترة الأخيرة, وأدى إلى إقامة المباريات دون جمهور, وحرمان المشجعين من الوجود فى المدرجات.

انتصار الزمالك, ووحدة المصريين خلفه, بداية رائعة لطى صفحة الماضى البغيض, والاستعداد لبطولة الأمم الإفريقية, التى سوف تنطلق فى 21 يونيو المقبل, وسط تجهيزات, واستعدادات على أعلى مستوى, تبشر ببدء انفراجة عودة المشجعين إلى المدرجات, بعد الترتيبات الهائلة, التى تقوم بها شركة «تذكرتى» الآن فى تنظيم عمليات بيع وشراء التذاكر, وربط ذلك بقاعدة بيانات لكل المشجعين, وأخذ كل الاحتياطات اللازمة لضبط المشاغبين والمخالفين, وأعتقد أن الشركة سوف تستمر بعد ذلك فى تنظيم بيع تذاكر مباريات الدورى المحلى والكأس, وكل المباريات الأخرى, التى تقام فى مصر, وتتطلب حضورا جماهيريا.

مبروك لنادى الزمالك, ورئيسه المستشار مرتضى منصور, وكل أعضاء مجلس إدارة النادى وجماهيره, على هذا الانتصار, وتحية تقدير لكل المشجعين من كل الأندية الأخرى, الذين ضربوا مثالا رائعا فى الوطنية, ووحدة الصف, لتفرح مصر كلها بالفوز, وكل الأمنيات الطيبة لفريق مصر القومى فى البطولة الإفريقية, لكى يُسعد الجماهير المصرية المتعطشة إلى الفوز والانتصار, وإعادة اللقب المحبب إلى جميع المصريين.