استسهال القتل..!.. بقلم عبدالمحسن سلامة
للأسف الشديد، تزايدت اخيرا جرائم القتل، ولم تعد مقصورة على فئة المجرمين والسوابق والمسجلين خطرا، فقد أصبحنا نقرأ حوادث تشير إلى تورط طلبة فى قتل صديقهم، بغرض السرقة، وتحول مشاجرات عادية إلى جرائم قتل، والكارثة الأكبر تزايد حالات الجرائم الأسرية، وتحريض الأمهات للأبناء على قتل الآباء، وتلك هى الكارثة، مثلما حدث فى جريمة ملوى بمحافظة المنيا، التى نشرها الزميل محمد شمروخ، يوم السبت الماضى، فى الأهرام، والتى انتقمت فيها الأم من الزوج لزواجه من أخرى، فقامت بالاتفاق مع الابن، الطالب الجامعى، على قتل الأب، والتخلص منه، ووضعت قرصا مخدرا فى الشاى للأب، حتى ينام، لتقتله هى والابن بعد ذلك، ثم قاما بإلقاء جثته فى خزان الصرف الصحى أسفل المنزل، انتظارا لتحلل الجثة، وضياع معالم الجريمة، وقيدها ضد مجهول.
شىء لا يصدقه عقل، أن يقتل الابن أباه، وأن يتم استسهال جرائم القتل إلى هذه الدرجة، وأن تظهر نوعية جديدة من المجرمين غير معتادى الإجرام (غير المسجلين).
صحيح أن الجريمة موجودة منذ بدء الخليقة، وسوف تستمر حتى يوم القيامة، وأن المجتمع المصرى مازال بخير، وأن تلك الجرائم لاتزال شاذة فى المجتمع، ومرتكبوها أقلية نادرة، وبحسبة بسيطة، فإن مرتكبى الجرائم لا يشكلون أى نسبة يمكن الاعتداد بها، ليظل المجتمع المصرى هو الأفضل عالميا، من حيث الترابط الأسرى، والقيم الأخلاقية، والأمان الموجود فى الشوارع والبيوت..
إلا أنه من المهم أن يتم أخذ الأمور على محمل الجد، ودراستها بشكل متعمق، من خلال مؤسسات المجتمع المدنى، والأزهر، والكنيسة، بالتعاون مع الجهات المعنية فى الدولة، مثل وزارتى التضامن والداخلية، لاتخاذ كل الإجراءات الوقائية لحماية المجتمع من تلك الظواهر البغيضة، والحفاظ على أمن وأمان الأسرة المصرية.