الفلك والرؤية.. بقلم عبدالمحسن سلامة
طبقا للحسابات الفلكية, فإن اليوم (الإثنين) 29 رمضان 1440هجرية, الموافق 3 يونيو 2019, هو آخر أيام شهر رمضان المبارك, وإن غدا (الثلاثاء) هو أول أيام شهر شوال, إلا أن وسائل التواصل الاجتماعى لا تهدأ, وتقوم بإطلاق الشائعات بأن غدا هو المتمم لشهر رمضان, وأن أول أيام شهر شوال هو بعد غد (الأربعاء), ووصل الأمر إلى إطلاق شائعات بأن هناك بيانا رسميا صدر من هذه الدولة أو تلك, على الرغم من أن الليلة هى ليلة الرؤية, ولا بد من الانتظار حتى استطلاعها أولا.
فى كل الأحوال, فإن مصر والسعودية, ومعظم الدول العربية, تقوم باستطلاع رؤية الشهور العربية, مع تطبيق الحسابات الفلكية فى الوقت نفسه, وتلتزم معظم الدول العربية والإسلامية بما تقرره السعودية, خاصة بالنسبة لشهر ذى الحجة لارتباطه بمواقيت الحج.
الرؤية الشرعية كانت مطلوبة, لكنها الآن تخضع للحسابات الفلكية ووسائل التقدم العلمى الحديث والمتطور, والفلك علم عظيم وقديم, وأصبح هامش الخطـأ فيه نسبة لا تذكر, وليس عيبا أن تلتزم الدول العربية والإسلامية بعلم الفلك ومستجداته لدقة حساباته وتقديراته, فلا يعقل للعين المجردة أن ترى الهلال بعد الغروب بدقيقة أو دقيقتين, لكن الفلك يستطيع تحديد ذلك بدقة.
الخلاف حول الرؤية هو جزء بسيط من إشكاليات كثيرة لاتزال تواجه العالم الإسلامى, وتحتاج إلى قدر أكبر من المرونة والفهم الصحيح للإسلام, وليت كل الدول العربية والإسلامية تتفق على مبدأ الحسابات الفلكية مادام العلم أثبت دقتها وسلامتها.
بالأمس, كان احتفال الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف بليلة القدر وتكريم حفظة القرآن الكريم, وهو الاحتفال السنوى الذى يحرص الرئيس عبدالفتاح السيسى على حضوره تشجيعا لنشر قيم الإسلام السمحة, وتوعية الشباب بمخاطر الفكر المتطرف, وخلاله طالب الرئيس بنبذ كل عوامل الفرقة والتعصب الأعمى المقيت إنفاذا لتعاليم دين الإسلام السمحة, وتحويل تلك التعاليم إلى واقع وسلوك عملى, اقتداء بالرسول الكريم ـ صلى الله عليه وسلم.