أكره إياد وأحب فلوكس.. بقلم عبدالمحسن سلامة
فى الصالون, وقبيل بدء العرض الخاص لفيلم «الممر», كنت جالسا واللواء أحمد خليفة, رئيس الشئون المعنوية, والممثل إياد نصار, أحد أبطال الفيلم, والمنتج حسام عبدالخالق, نتناقش حول الفيلم, وفجأة قال لى اللواء أحمد خليفة: يا ترى.. هل سوف تحتفظ بمشاعرك الإيجابية تجاه إياد بعد الفيلم أم لا؟!..
بدأ عرض الفيلم الرائع ومن أول لحظة, يأخذك الفيلم لتتابعه, بعمق ويعيدك إلى عصر الأفلام العظيمة, على غرار فيلم «الناصر صلاح الدين», وأتوقف عند ظهور موشى ديان, فى اجتماع للقيادات الإسرائيلية قبيل اندلاع الحرب فى 1967, والذى يقوم بشحن الاجتماع للحرب, مؤكدا لهم أن العرب لا يتعلمون من أخطائهم, وأن أخطاء حرب 56 واردة فى الحرب الجديدة, وللأسف الشديد يحدث ما توقعه ديان بالضبط.
تبدأ مرحلة المعاناة الطويلة فى الفيلم, وتظهر النجمة المتألقة هند صبرى, وهى تقوم بدور المرأة المصرية العظيمة, التى تقف بجوار زوجها الفنان أحمد عز, وأسرتها, وتنجح فى استنهاض همة البطل المقاتل, الذى يرفض الهزيمة والانكسار على الرغم من شدة المعاناة.
أحداث رهيبة أبكت معظم الحاضرين, والغريب أنه فى الوقت ذاته كانت القاعة تنتقل من البكاء إلى الضحك بصوت عالٍ نتيجة تألق النجمين أحمد رزق وحجاج عبدالعظيم.
أما أحمد فلوكس, ولحسن الحظ, كان جالسا بجوارى فى أثناء العرض, فقد نجح فى تقديم شخصية مصرية عبقرية لضابط مصرى يرفض الخضوع والاستسلام, على الرغم من وقوعه فى الأسر, وبعد انتهاء الفيلم قدمت له التهنئة على دوره الرائع.
تحقق ما توقعه اللواء أحمد خليفة وكرهت إياد نصار, الضابط الإسرائيلى من ذوى الأصول العربية, الذى يتلذذ بتعذيب الأسرى المصريين وقتلهم بدم بارد.
فيلم رائع يقدم نوعية وطنية نحتاج إليها بشدة فى هذه الأيام لإعادة الوعى المفقود لدى شريحة كبيرة من المجتمع, وفى الوقت نفسه فهو فيلم توافرت فيه كل مواصفات الصنعة الفنية العبقرية.
تحية لكل من شارك فى هذا العمل الفنى العظيم, ودعوة لكل الأسر المصرية لمشاهدته أكثر من مرة, لأنه يستحق.