أبوالغيط.. فى السودان.. بقلم عبدالمحسن سلامة
زيارة السيد السفير أحمد أبوالغيط، الأمين العام للجامعة العربية، السودان، وإجراؤه محادثات مع المجلس العسكرى من جانب، وقوى الحرية والتغيير من جانب آخر، جاءت فى توقيتها الصحيح, فالسودان دولة عربية شقيقة، وستبقى كذلك, والجامعة العربية هى مظلة الأمن والأمان، التى تحتمى بها كل المجتمعات العربية, بغض النظر عن الاختلاف، أو الاتفاق، مع دور الجامعة، وأهميته، وفعاليته.
السودان فى مأزق شديد الآن, ويحتاج إلى كل يد مخلصة، فى إطار من الأخوة، والصداقة العربية، بعيدا عن الحساسيات والتأويلات، التى تثار بحسن، أو سوء نية.
لقد توقفت طويلا عند تحذير مساعد وزير الخارجية الأمريكى للشئون الإفريقية الأطراف السودانية من مغبة الدخول فى فوضى, تؤدى إلى سيناريوهات سلبية متعددة تشهدها المنطقة, وهو ما لا نتمناه للشعب السودانى الشقيق, فالسودان كان وسيظل، بالنسبة لمصر، جزءا من أمنها القومى, وهى بلدنا الثانى, وبالمثل، فإن مصر هى البلد الثانى لكل السودانيين... إخوة, أشقاء, لهم كل الحب والتقدير.
أتمنى أن ينجح السيد السفير أحمد أبوالغيط فى مهمته إلى السودان الشقيق، ولم شمل السودانيين (المجلس العسكرى وقوى الحرية والتغيير)، فكلهم أبناء السودان.. فقط يحتاج الأمر إلى مزيد من حسن النية من الطرفين, والمزيد من الانفتاح على بعضهما، اتساقا مع مصلحة السودان, وشعبه, والحفاظ على مؤسساته، حتى يمكن تحقيق طموحات الشعب السودانى، الذى عانى طويلا، على مدى الأعوام الثلاثين الماضية.
أعتقد أن الجامعة العربية هى الأكثر قدرة على التعاطى مع الأزمة السودانية, لأنها الأكثر فهما للحقائق على الأرض هناك, كما أنها الأكثر إخلاصا لتحقيق طموحات الشعب السودانى فى إقامة دولته الديمقراطية، العصرية، الحديثة، بعيدا عن الأطراف الأجنبية، والإقليمية الأخرى، التى تتحرك وفقا لأجنداتها، ومصالحها الخاصة.