الثورة العقلية فى جامعة القاهرة.. بقلم عبد المحسن سلامة
حينما تتصدى جامعة القاهرة لفكرة تطوير العقل المصرى، فهذا واجبها ودورها فى قيادة الحراك الفكرى فى مصر، فى تلك المرحلة المهمة والحساسة من تاريخها.
لقد سعدت بمشاركة الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس الجامعة، فى افتتاح الموسم الثقافى لمعسكر قادة المستقبل، فى دورته الثالثة، وسعدت أكثر بالمشاركة الفاعلة من الطلاب، الذين احتشدوا داخل الجامعة، وحضورهم خصيصا تلك الندوة، بعد انتهاء الموسم الدراسى، ليؤكدوا اهتمامهم بالثقافة والفكر، والرغبة فى متابعة قضايا وطنهم.
كانت مفاجأة سارة، بالنسبة لى، أن أجد اهتمام الجامعة بفكرة تطوير العقل المصرى، التى أركز عليها، وأطلقت عليها، عدة مرات، ما يمكن تسميته بـ"الثورة العقلية"، وطالبت مرارا، وتكرارا، بضرورة تبنى إستراتيجية متكاملة للثورة العقلية، تعاد فيها صياغة العقل المصرى على أسس جديدة، تؤهله للانطلاق والتطور، ودخول عصر الحداثة.
من جانبه، فإن د. محمد عثمان الخشت يرجع عدم نجاح كل محاولات النهضة المصرية، التى بدأت منذ أكثر من قرنين، إلى عدم تغيير طريقة تفكيرنا، وضرب مثالا بما حدث فى مشروع "محمد على" العظيم، وكان السبب فى عدم استمرارية نجاحه عدم تغيير طريقة تفكير النخبة، التى تقتبس أفكار الغرب، لكنها لم تقتبس طريقته فى التفكير، مثل عامة الناس، التى تستورد التكنولوجيا وتستهلكها، لكنها لا تنتجها.
مشكلة العقل المصرى أنه لايزال يفكر بالطريقة القديمة نفسها، حتى إن المتعلمين الحاصلين على شهادات جامعية يتلقون المعلومات، ولا يتعلمون طريقة التفكير.
تطوير العقل يعنى تطوير طرق التفكير، وهو شىء مغاير تماما لتحصيل الأفكار، والمعلومات، والحفظ، والاسترجاع.
وللحديث بقيه،،