ماكينة التفكير هى السبب..!... بقلم عبد المحسن سلامة
استكمالا لحديث أمس "الثورة العقلية وتطوير العقل"، فإن الأمر يقتضى أولا تهيئة البيئة العامة، وتحويل الأرض الجدباء إلى أرض خصبة صالحة للزراعة، وهو ما يعنى، من وجهة نظر الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، تغيير ماكينة التفكير، من خلال تغيير المناهج، وطرق الامتحانات، وطرق الشرح فى المدارس والجامعات، كبداية ضرورية لتطوير العقل المصرى .
طريقة التفكير تعنى مجموعة الإجراءات، التى تتبعها فى طريقة تفكيرك، وخطوط الاستدلال، لكى تصل إلى نتيجة معينة، ومن الممكن أن يتم عرض الفكرة الإيجابية على شخص يفكر بطريقة سليمة، وتعرض الفكرة ذاتها على شخص آخر إرهابى، فهل سوف يتعامل الاثنان بالطريقة العقلية نفسها مع الفكرة ذاتها ؟!..
الفكرة الإيجابية يستقبلها صاحب التفكير السليم بشكل مختلف عن الطريقة، التى يستقبل بها الإرهابى الفكرة الإيجابية نفسها، فصاحب طريقة التفكير السليمة، الذى يستقبل الفكرة الإيجابية، سوف يصل إلى نتائج وأفكار إيجابية فى التنمية، والتطور، والمشاركة الاجتماعية، بينما الإرهابى، صاحب طريقة التفكير الخاطئة، الذى يستقبل الفكرة الإيجابية نفسها، سوف يصل لنتائج مختلفة، وأفكار دموية، وحرق، وقتل، ودمار.
على الجانب الآخر، هناك دول قفزت عدة قفزات هائلة، نتيجة الثورة العقلية، التى حدثت بها، مثلما حدث فى سنغافورة، تلك الدولة التى كانت عبارة عن عدة جزر متناثرة فى المحيط الهندى، إلى جوار الجزيرة الرئيسية سنغافورة، مليئة بالمستنقعات، والبعوض، حتى ظهر الزعيم " لى كوان يو"، ونجح فى تغيير سلوك الشعب السنغافورى، لتتحول سنغافورة إلى واحدة من أكبر الاقتصادات العالمية، بعد أن أصبحت الدولة النموذج فى النظام، والكفاءة، والانضباط.
لقد ركزت الحكومة هناك على تغيير سلوك المواطنين، ونمط تفكيرهم، وأطلقت العديد من الحملات التوعوية الناجحة للحفاظ على النظافة، وزراعة الأشجار، وتغيير الأنماط الخاطئة من السلوكيات.
أتمنى من بقية الجامعات المصرية أن تحذو حذو جامعة القاهرة، وتتبنى الدعوة إلى ثورة عقلية جديدة، تهدف إلى تطوير العقل المصرى خلال المرحلة المقبلة.