روح المهزوم!.. بقلم عبد المحسن سلامة
لو صح ما تم نشره حول إعلان "آسفين", وما يتم تداوله من اعتذار لاعبى المنتخب الوطنى عن خروجهم من البطولة الإفريقية قبل أن تبدأ, وأن هذا الاعتذار تم تجهيزه لتتم إذاعته فى حالة الأداء غير الموفق فى الأدوار الأولى من البطولة؛ فإن ذلك الأمر يستوجب الوقوف طويلا أمامه, ومحاسبة كل من شارك, أو سمح به, فلا يمكن لفريق أن يدخل بطولة بروح المهزوم, ويجهز اعتذارًا قبل أن تبدأ, حتى لو كان هذا الاعتذار إعلانا ويدخل فى إطار حملة إعلانية متفق عليها.
المستعد للهزيمة لابد أن ينهزم, وإذا نجح فإن نجاحه يأتى مصادفة, وهو ما يؤكد حالة التخبط التى كان يعانيها الفريق, وسوء الإدارة, وعدم التخطيط, والروح السلبية.
الرياضة, عموما, والكرة, خصوصا, وأى شىء فى الدنيا, مكسب وخسارة, وليس هناك فريق يكسب, أو يخسر, دائما, ولكن, لأول مرة, أعرف أن فريقًا يجهز الاعتذار قبل أن تبدأ البطولة, وللأسف شارك فيه مجموعة من اللاعبين المتميزين, ليشاركوا فى البطولة بروح المهزوم.
لا أملك معلومات كافية فى هذا الإطار, وأتمنى أن تتم إضافة تلك "السقطة" إلى ملف المخالفات, الذى يتم التحقيق فيه, الآن, لمعرفة كل أبعادها وتفاصيلها, وهل فعلا تم تسجيل الإعلان قبل بدء البطولة أم بعد انطلاقها.
بغض النظر عن فشل المنتخب, وخروجه المبكر والمهين, فقد خرجت مصر بمكاسب هائلة من تنظيمها البطولة الإفريقية, ويكفى نجاح التنظيم أمام العالم كله, والمشهد الحضارى لجماهير الكرة المصرية, وإشادة كل محبى الساحرة المستديرة فى العالم بما تحقق على أرض مصر.
إصلاح المشهد الرياضى هو جزء من إصلاح المشهد العام فى مصر, الآن, وسوف يأخذ بعض الوقت, لكنه بدأ, وسوف يستمر حتى يحقق كل أهدافه, ويتماشى مع ما قدمته وتقدمه الدولة فى هذا المجال.