اللحوم والعيد.. بقلم عبد المحسن سلامة
بعد أقل من شهر، تقريبا، يحل علينا عيد الأضحى, وهو عيد اللحوم, ولحسن الطالع، فإن أسعار اللحوم, حاليا، مستقرة, وقد بدأت رحلة الانخفاض منذ فترة, ولا توجد مؤشرات، حتى الآن، على نيتها فى الارتفاع, وربما يكون موسم العيد، بالنسبة لها، موسم رواج، وازدياد فى حركة البيع والشراء, وهذا شىء صحى ومطلوب.
مشكلة الثروة الحيوانية قديمة - حديثة, ولأن مصر ليست دولة مراعٍ, وصحراوية, وليست بها أمطار مستمرة, فإن تربية الثروة الحيوانية تحتاج إلى ظروف خاصة، منها ما يتعلق بضرورة توفير الأعلاف, ومنها ما يتعلق بتوفير البيئة المناسبة، مثل إقامة المزارع, وتوفير الرعاية البيطرية اللازمة, مع توفير التمويل المطلوب بشروط ميسرة، وفائدة بسيطة.
فى الماضى، كانت هناك أعداد كبيرة من المزارعين، وقبل صدور قانون إنهاء العلاقة بين المالك والمستأجر كانوا يقومون بتربية المواشى داخل منازلهم، والاعتماد على الأراضى المستأجرة لهم فى توفير التغذية لها, أما الآن فقد تراجعت التربية المنزلية, ولم يعد هناك سوى إنتاج المزارع الكبيرة، التى تحتاج إلى إمكانات، وظروف مختلفة، عن التربية المنزلية.
الزميل "على شيخون" نشر "تحقيقا" مميزا "بالصفحة الثالثة" فى "الأهرام" "الثلاثاء" قبل الماضى، ناقش فيه أزمة اللحوم الحية، وضرورة وضع إستراتيجية متكاملة للنهوض بالثروة الحيوانية, ووضع حلول دائمة لمشكلة صناعة الأعلاف, والتعامل مع استيراد المواشى والأبقار الحية بحذر، حتى لا يتم إغراق السوق، وهروب المزارعين والمنتجين، إذا تعرضوا لخسائر فادحة، تمنعهم من الاستمرار فى الإنتاج.
الثروة الحيوانية تحتاج إلى مزيد من الاهتمام، خاصة فى ظل حالة استقرار الأسعار الحالية، قبل أن نفاجأ، مرة أخرى، بموجات متتالية من ارتفاع الأسعار، نتيجة هروب المنتجين، والمزارعين، والخضوع لمضاربات التجار والمستوردين.