الكلية المستحيلة..!
بعد الثانوية العامة ومشاكلها, يأتى دور البحث عن كلية, والصدمة الكبرى تأتى لأصحاب "المجاميع" المرتفعة, التى تفوق الـ "90%", فهم لا يجدون أماكن فى كليات القمة تستوعبهم. لاتزال مصر تحتاج إلى المزيد من الكليات والجامعات فى مختلف التخصصات, وهناك معلومات "مغلوطة", للأسف, فى هذا الشأن, لأن الحقيقة أن مصر تحتاج إلى ضعف عدد الجامعات الحالية وليس العكس طبقا للمعدلات العالمية فى هذا الخصوص. الناجحون فى الثانوية العامة معذبون بين الارتفاع الجنونى للتنسيق فى كليات القمة, خاصة كليات القسم العلمى (الطب البشرى, طب الأسنان, الصيدلة, العلاج الطبيعى), فلاتزال هذه الكليات هى حلم معظم الطلبة وأولياء الأمور من خريجى القسم العلمى, ولدينا عجز واضح فى معظم هذه التخصصات, وبالتالى أتمنى أن تكون هناك مرونة فى قبول الأعداد وليس العكس. حتى كليات الصيدلة وطب الأسنان, فإن الشائع أن هناك زيادة فى أعداد الخريجين, وعلى أرض الواقع نجد عكس ذلك, ومن يريد أن يتأكد من ذلك عليه الذهاب إلى المحافظات والقرى, فهناك قرى بالكامل تتجاوز أعدادها عشرات الألاف من السكان, ولا يوجد فيها عيادة طبيب أسنان واحدة.. فأين الزيادة فى أعداد الخريجين؟! الحال نفسها فى الصيدليات بتلك المناطق, فهناك ندرة فى وجود الصيادلة بها, ومعظم الصيدليات يعمل بها مساعدون نتيجة نقص الصيادلة, وعدم رغبتهم فى العمل بتلك المناطق لضعف دخولهم. أتفق تماما مع كل الجهود التى يبذلها الدكتور خالد عبدالغفار, وزير التعليم العالى, لتطوير التعليم الجامعى, ورفع كفاءة الخريجين, لكن فى الوقت ذاته يجب إزالة كل العقبات لتيسير فتح الكليات الجديدة والوصول إلى النسب العالمية.