حرب الشوارع
ما يحدث فى ليبيا مأساة حقيقية, فهناك من لا يريد الخير لليبيا وشعبها, وهناك من يتآمر عليها, ويريدها مستنقعا للتطرف والعنف والإرهاب. لقد شاهدت مقطعا مصورًا لحرب شوارع فى طرابلس بالأسلحة والرشاشات، وسط المنازل والمساكن, وهزنى هذا المشهد بعنف, ودارت بعقلى هذه الأسئلة: ما حال السكان هناك؟.. وكيف يعيشون وسط هذه المأساة؟.. وإلى متى يستمر بهم الحال كذلك؟.. الجيش الليبى يقود معارك شرسة للقضاء على الإرهاب, وكان قاب قوسين، أو أدنى، من تحقيق النصر، ودخول طرابلس, إلا أن قوى الشر تحاول تعطيله، ووقف تقدمه، بمساعدة تركيا وقطر، الأمر الذى يؤدى إلى زيادة حجم الخسائر والضحايا من الأهالى. بدأ الجيش الليبى حملة لتحرير طرابلس فى الرابع من إبريل الماضى, وهو يحقق تقدما على الأرض، وسط محاولات مستميتة من جماعات العنف والتطرف بالتمترس فى آخر القلاع لهم هناك, إلا أنه من الواضح أن القوات الليبية اقتربت من تحقيق النصر، واستعادة طرابلس كعاصمة لكل الليبيين. المشير خليفة حفتر أكد أن الميليشيات الإرهابية فى ليبيا "عدو متوحش، لم يسبق أن شهدت الأرض له مثيلا فى طغيانه، وبشاعة جرائمه, واستخفافه بقيمة الإنسان، خليفة الله فى أرضه"، مشيرا إلى أن تحرير طرابلس هدف يتطلع إلى بلوغه كل الليبيين، بعد طول انتظار، وبعد أن تجاوزت بهم المعاناة، وحياة القهر والبؤس، كل الحدود. كارثة حقيقة يعيشها الشعب الليبى، بعد تحول ليبيا إلى وكر للجماعات الإرهابية والمتطرفة، وجنرالات الحرب, إلا أن الجيش الليبى استطاع تحرير مساحات كبيرة من الأراضى هناك, وأعتقد أنه فى حال نجاحه فى تحرير العاصمة؛ تكون ليبيا قد تجاوزت أصعب المراحل، نحو إعادة بناء الدولة الموحدة لكل الليبيين.