عودة بورسعيد
بورسعيد من المدن، التى تحمل فى نفوس كل المصريين ذكريات جميلة ورائعة, فهى رمز النضال والانتصار، وهى واحدة من مدن القناة، التى قاومت العدوان، وتصدت له بشجاعة أهلها وبسالتهم.
أيضا، بورسعيد خطفت الأضواء فى فترة من الفترات، وتحديدا فى السبعينيات، حينما قام الرئيس الراحل أنور السادات بتحويلها إلى مدينة حرة, وكان من الممكن أن تكون بورسعيد هى دبى مصر، أو هونج كونج، أو سنغافورة، أو حتى جبل على, ولكن للأسف تم تطبيق الفكرة بشكل خاطئ،لأنها تحولت إلى مصدر للتهريب وتجارة "النفايات" و"البالات", مما أدى إلى فشل الفكرة، وتراجعها.
الآن، بورسعيد تعود, وهذه المرة تعود بشكل حقيقى, ولحسن الحظ,فإن بورسعيد هى محافظة المدينة الواحدة, ولذلك فإن الحكومة تقوم بالتركيز عليها لتنفيذ كل المشروعات القومية المهمة فيها أولا، تمهيدا للتعميم على بقية المحافظات بعد ذلك.
كانت البداية فى مشروع التأمين الصحى الشامل، وهو المشروع الحلم، الذى انتظرناه طويلا على مدى55 عاما, ويتحقق الآن فى بورسعيد, ثم كان المشروع الآخر، الذى أطلقه الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، فى أثناء عقد المؤتمر السابع للشباب، خلال الأسبوع الماضى، وهو مشروع التحول الرقمى, ومن المقرر أن تكون بورسعيد هى المحافظة الأولى، التى يتم تنفيذه فيها، لتكون بورسعيد هى أول مدينة رقمية فى مصر.
تتضمن المرحلة الأولى قطاعات المرور، والتموين، والمحاكم، والنيابات، والشهر العقارى، وديوان المحافظة، والأحياء, وبعدها يتم استكمال الـ "174" خدمة المقررة ضمن المشروع القومى للتحول الرقمى.
مبروك لشعب بورسعيد على عودته للريادة مرة أخرى، لتكون هى النواة الأولى الناجحة، والقاطرة، التى تقود بقية المحافظات.