إثم مخلفات الأضاحى
( تم النشر صباح الخميس اغسطس)
تابعت باهتمام ما قاله الدكتور شوقى علام، مفتى الديار المصرية، فى حواره مع الزميل خالد المطعنى، بصفحة المحليات، فى "أهرام" السبت الماضى، حول الأضاحى، وما يحدث من البعض، من الذبح فى الشوارع والطرقات, وترك المخلفات, مما يؤدى إلى إصابة المواطنين بالأذى, ويعرضهم لمخاطر الإصابة بالأمراض، مشيرا إلى أن إماطة الأذى عن الطريق صدقة, والعكس صحيح, وبالتالى وضع الأذى فى طريق الناس إثم وخطيئة، موضحا أنه من الأفضل القيام بالذبح فى الأماكن المخصصة لذلك, وأن صك الأضحية جائز شرعا، مادام مستوفيا للشروط, وأن التوزيع يكون بحسب ما يتم الاتفاق عليه بين الجمعية، أو المؤسسة، التى وكلها المضحى.
شىء رائع، أن يتبارى القادرون فى تقديم الأضاحى، فهى من أعظم الشعائر الدينية، لكن دون إيذاء الآخرين, ومن غير المقبول أن يقوم البعض بالذبح فى الشوارع ويترك المخلفات، من روث ودماء وعظام، لنشر الأذى، وتجميع الحشرات، والذباب، والكلاب الضالة، على هذه المخلفات.
الدين الإسلامى دين عظيم، وميزته الأساسية أنه فتح باب الاجتهاد, وقدم الحلول التى تناسب العصر, فمن لديه المكان المناسب للذبح فليفعل, ومن لا يملك المكان المناسب فليذهب إلى المجازر المخصصة لذلك, أو أن يلجأ إلى الأسلوب العصرى، الذى يتماشى مع الشرع فى شراء صك الأضحية، خاصة أن معظم الجمعيات والمؤسسات أعطى صاحب الصك الحق فى أخذ نصيبه الشرعى من الأضحية، مما يسهم فى زيادة المردود الإيجابى النفسى على الأسرة كلها، ويشعرهم بأداء الشعيرة الدينية.
النظافة سلوك حضارى، وإنسانى، ودينى مهم, والعامل البشرى له الدور الأساسى فيه،لأنه مهما تفعل الدولة، دون مشاركة المواطن، فلن تستطيع.