نشر بالاهرام صباح الإثنين 19/8

مشروع "المائة ألف فدان" هو المشروع الأضخم للصوب الزراعية فى منطقة الشرق الأوسط، وإنتاجه يعادل إنتاج "المليون فدان"، ويكفى 20% من السكان، بما يوازى 21 مليون نسمة, غير أن الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، لا يكتفى بالأرقام, ولا ينبهر بها, بل إنه يدقق فى كل كلمة، وكل رقم, وما وراء هذا الرقم, وعلى الرغم من ضخامة الإنجاز؛ فقد تحدث الرئيس، أمس الأول، فى أثناء افتتاحه المرحلة الثانية من المشروع القومى للصوب، عن مرحلة ما بعد الانتهاء من المشروع، مشيرا إلى أنه فى ظل الزيادة السكانية الرهيبة، فإن هذا المشروع الضخم لا يغطى احتياجات مصر سوى 5 أو 7 سنوات فقط, وهو بذلك ينبه إلى خطورة الزيادة السكانية الرهيبة، وفى الوقت نفسه يؤكد أن التوسع فى المشروع قائم ومستمر.

ميزة الصوب الزراعية تكمن فى إنتاجها الكثيف، وفى ترشيدها استخدامات مياه الرى, فالزراعة فى مصر تستهلك 63 مليار متر مكعب من المياه  سنويا، تمثل نحو 79% من جملة الموارد المائية المتاحة فى مصر, وبالتالى كان من الضرورى البحث عن أساليب جديدة للاستفادة القصوى من هذه الموارد المائية المحدودة, والصوب هى إحدى الوسائل التى تسهم فى زيادة الإنتاج مع ترشيد استخدام المياه.

إن الزراعة هى أحد المحاور الرئيسية للتنمية فى مصر، وقد احتلت مرتبة متقدمة فى اهتمام الرئيس عبدالفتاح السيسى منذ بداية ولايته الأولى، فأطلق مشروع "المليون ونصف المليون فدان", ومشروع "المائة ألف فدان" صوب زراعية.. وكلها مشروعات ضخمة بدأت تُؤتى ثمارها فى السوق, وانعكس ذلك على مستوى الأسعار، ومنذ فترة بدأنا نسمع، لأول مرة، عن استقرار الأسعار, وربما انخفاضها فى الكثير من المنتجات الزراعية, ومنتجات الألبان، ولأول مرة، أيضا، يمر عيد الأضحى المبارك دون ارتفاع فى أسعار اللحوم، بل إنه حدث العكس وانخفضت الأسعار.