جوهرة الوطن
العلماء هم ورثة الأنبياء, وهم أيضا المعادن النفيسة والجواهر الخالدة لأى دولة, ويقاس تقدم الأوطان بعدد العلماء ونوعيتهم الموجودة فى تلك الأوطان, ولأن العلماء ثروة لا تقدر بثمن, فقد تنبهت الدول المتحضرة إلى ذلك, وأصبحت تفتش عن كل عالم او باحث متميز فى أى بقعة من بقاع الدنيا لتحتويه وتقدم له كل التسهيلات والتيسيرات والإغراءات إذا لزم الأمر لكى تفوز به وتستفيد من علمه وتمنحه جنسيتها, وقد حدث ذلك مع الكثير من العلماء المصريين والعرب والأفارقة وغيرهم, وبنظرة بسيطة على من صنعوا التقدم فى الحضارة الغربية تجدهم خليطا من أجناس مختلفة, حتى وأن "تجنسوا" بالجنسيات الغربية بعد ذلك.
فى مصر حدث نوع من الإهمال للعلم والعلماء على مدى عقود طويلة والأمر المؤكد أن الإهمال لم يكن متعمدا, وربما يكون بسبب عدم الوعى بدور العلم والعلماء, والآن عاد الإهتمام بالتعليم والبحث العلمى مرة أخرى ليصبح من بين الأولويات الأساسية للدولة المصرية كما أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال الإحتفال بعيد العلم يوم الأحد الماضى وهو التقليد السنوى المهم الذى يرمز إلى إحترام العلم وتقدير العلماء, وكانت لفتة طيبة من د. خالد عبدالغفار وزير التعليم العالى والبحث العلمى تكريم الطلبة المتفوقين والتقاط الصور التذكارية لهم مع الرئيس ليكون ذلك حافزا ودافعا قويا للإستمرار فى مسيرة التفوق والبحث العلمى فى المستقبل القريب.
إيمان الرئيس بالعلم والبحث العلمى هو الذى جعله يضع قضية بناء الإنسان المصرى من خلال محاور التعليم والصحة والثقافة على رأس أولويات ولايته الثانية, ومن هنا كان تأكيده خلال عيد العلم على أن مصر فى طريقها إلى اقتصاد يقوم على العلم والمعرفة, وأنه سيتم إعداد بنية تشريعية متكاملة لتحفيز البحث العلمى والإبتكار خلال المرحلة المقبلة.
تحية تقدير وعرفان إلى كل علماء مصر الأجلاء فى عيدهم فهم الشموع التى تنير لنا الطريق وتلهمنا إلى مستقبل أفضل فى كل المجالات.