البنزين.. وتأهيل السوق
نشر بالاهرام صباح الثلاثاء 8/10
بغض النظر عن احتفاء البعض بخفض أسعار البنزين، وتحفظ البعض الآخر، ورغبتهم فى المزيد من التخفيض له, فإن الأهم، من و جهة نظرى، هو أن الاقتصاد المصرى أصبح يسير على الطريق الصحيح, والأسعار أصبحت تشهد الهبوط والصعود الطبيعى المتسق مع قوانين العرض والطلب, بعد أن نجح الإصلاح الاقتصادى فى تصحيح الحالة الاقتصادية, التى ظلت عقودًا طويلة رهنا لقرارات سيادية لا علاقة لها بالأوضاع الاقتصادية الحقيقية, وقوانين العرض والطلب, من قريب أو بعيد.
هذه القرارات السيادية الاقتصادية راكمت "جبل الثلج", وأخفت أسفله الأوضاع الاقتصادية الحقيقية, حتى قارب الاقتصاد المصرى على الإفلاس والانهيار التام, لولا بدء مشوار الإصلاح الاقتصادى منذ 3 سنوات.
فى عرف الإصلاح الاقتصادى, فإن السنوات الثلاث لا تكفى, إلا أنها تعتبر مؤشرا لمعرفة بوصلة الإصلاح.. وإلى أين يسير؟..
فى مصر, كان هناك اعتقاد راسخ أن الأسعار لا يمكن أبدا أن تعود إلى الوراء, وأنها حينما ترتفع لا تعود مرة ثانية إلى الانخفاض, وجاء قرار خفض أسعار البنزين ليؤكد إنهاء تلك الاعتقادات الخاطئة, وأن مؤشرات الإصلاح الاقتصادى, ونتائجه, تؤكد أن الاقتصاد المصرى يسير فى الطريق السليم.
لم يكن البنزين وحده هو الذى انخفض مؤخرا, وإنما هناك سلسلة من الانخفاضات شهدتها الأسواق, بدءا من انخفاض سعر الدولار ومرورا بأسعار بعض السلع الإستراتيجية, كاللحوم, والأرز, ومنتجات الألبان, وبعض المنتجات الصناعية كالسيارات, وأعتقد أن المستقبل سوف يحمل الكثير من الأخبار السارة للمواطنين مادامت خطة الإصلاح الاقتصادى مستمرة فى نجاحها.
عبدالمحسن سلامة