مطالع ومنازل الكبارى.. والأنفاق
نشر بالاهرام صباح الخميس 24/10
مصر ليست دولة "مطيرة", وإنما هى دولة شبه صحراوية, مناخها حار صيفا, دافئ ممطر شتاءً, والمطر فى الشتاء يكاد يكون نادرًا, وربما يأتى عدة مرات, لا تزيد على أصابع اليد الواحدة, وقد حدث مؤخرًا, نتيجة بعض التغييرات, التى طرأت على المناخ فى مصر والعالم, هطول أمطار بشكل فجائى, وغزارة غير متوقعة, على بعض المناطق فى مصر.
حدث هذا خلال العامين الماضيين, ففى العام الماضى هطلت الأمطار بغزارة فى القاهرة الجديدة, وأمس الأول, هطلت الأمطار فى بعض مناطق شرق القاهرة, مثل مصر الجديدة, ومدينة نصر, وبدر, والعبور, والتجمع.. وغيرها من المناطق, وإن لم تكن بـ "الغزارة" نفسها فى جميع المناطق.
أعتقد أن الموضوع بسيط, ويحتاج إلى موجة "صحيان" من الأجهزة المحلية, للاهتمام بشبكات صرف الأمطار, خاصة فى مطالع ومنازل الكبارى, وأسفل الأنفاق, حيث تتجمع مياه الأمطار, فى تلك المناطق المنخفضة, مما يؤدى إلى "ارتباك المشهد", وصعوبة الحركة المرورية.
قرار الدكتور مصطفى مدبولى, رئيس مجلس الوزراء, تعطيل الدراسة فى القاهرة الكبرى, أمس قرار موفق, خاصة بعد معاناة التلاميذ والطلاب فى رحلة عودتهم إلى بيوتهم, وحالة القلق والتوتر, التى انتابت أولياء الأمور, فى أثناء انتظارهم الأبناء خلال عودتهم, وعلى الرغم من أهمية القرار, لأنه أسهم فى الحد من تفاقم المشكلة, فإن السؤال الذى يظل يتكرر هو: هل فى كل حالة هطول أمطار سوف يتم تعطيل الدراسة؟ّ!..
أعتقد أن هذا ليس هو الحل, وإنما الحل يكمن فى ضرورة قيام الأجهزة المحلية بالمتابعة اللازمة لصيانة شبكات صرف الأمطار, وربطها بشبكات الصرف العمومية, وأن تكون هناك مراجعة دورية لكل منازل ومطالع الكبارى, وأسفل الأنفاق, لأن هذه المناطق هى الأكثر تعرضًا للمشكلات, سواء فى حالة هطول أمطار, أو حدوث انفجار مواسير المياه, أو أى مشكلات أخرى.
عبدالمحسن سلامة