الثورة على "المحاصصة" و"الطائفية"
نشر بالاهرام صباح الثلاثاء 29/10
ربما تكون إحدى المشكلات الرئيسية, التى أدت إلى اندلاع موجة الغضب فى الشارعين اللبنانى والعراقى, هى فكرة "المحاصصة", التى تستند إلى مرجعيات "طائفية", بسبب ظروف تم فرضها على الشعبين الشقيقين, فى مراحل سابقة, مما أدى إلى إهدار مبدأ تكافؤ الفرص والمواطنة فى شغل المناصب والوظائف.
"المحاصصة" نشأت فى العراق بعد الغزو الأمريكى, وأدت إلى اعتماد فكرة أن لكل من مكونات العراق الإثنية والطائفية (الشيعة, والسنة, والأكراد) حصة فى مواقع الدولة الرسمية, بدءا بالمناصب العليا (رئيس الجمهورية, ورئيس الوزراء, ورئيس البرلمان), ومرورا بالبرلمان والوظائف العليا.
على الجانب الآخر, فإن لبنان هى التى ابتكرت نظام "المحاصصة" السياسية عقب اندلاع الحرب الأهلية هناك, والتوصل إلى اتفاق "الطائف", الذى كرس النظام الطائفى, وربما كان هذا الاتفاق ضروريا فى وقته, للخروج من الأزمة, إلا أنه من الواضح أنه فقد فاعليته, وبات اللبنانيون تواقين إلى التخلص منه, بعدما اشتدت معاناتهم الاقتصادية, وخرجت جميع أطياف الشعب اللبنانى تنادى بضرورة إيجاد مخرج حقيقى لمشكلاتهم الاقتصادية بعيدا عن "الطائفية" و"المحاصصة".
لا أحد يدرى, على وجه اليقين, إلى أين ستنتهى الأزمات فى البدين الشقيقين؟.., وربما تكون أزمة العراق أقل حدة, إلا أن أزمة لبنان أكثر تعقيدًا, فى ظل وجود مراكز قوى طائفية, خاصة فيما يتعلق بحزب الله, وسلاحه, واستقلاليته المالية.
الموضوع معقد, لكن صرخة الشعبين أقوى, والمهم أن تكون الرسالة قد وصلت إلى السياسيين فى البلدين.. فهل وصلت؟