عميد وزراء خارجية العالم
نشر بالاهرام صباح الجمعة 1 نوفمبر
لن أنسى مواقف المرحوم, الأمير سعود الفيصل, وزير الخارجية السعودى, الداعمة لمصر وشعبها, خاصة بعد ثورة 30 يونيو, فعلى الرغم من ظروفه الصحية, فى تلك الفترة, فإنه لم يتوان عن مساندة ودعم الموقف المصرى, لدرجة أننى كنت أشعر, أحيانا, بأنه وزير لخارجية مصر وليس السعودية, حينما كان يتحدث داعما لمصر, بكل همة وثبات, فى المحافل الدولية.
الأمير سعود الفيصل هو ثالث وزير خارجية للمملكة العربية السعودية, وقد تولى الوزارة لمدة تقترب من40 عامًا, خلال الفترة من 1975 حتى عام 2015, ليصبح وزير الخارجية الأطول خدمة فى العالم.
تذكرت هذه المواقف بمناسبة كتاب " سعود الفيصل.. حياته وشخصيته.. رؤاه وأفكاره.. أعماله وإنجازاته", الذى أصدره مركز "الملك فيصل" عن المرحوم الأمير سعود الفيصل, وأرسله لى الدكتور أسامة نقلى, سفير المملكة العربية السعودية بالقاهرة, وهو دبلوماسى قدير, يجمع بين الثقافة, والسياسة, والصحافة, نتيجة شغفه بهذه المجالات, وعمله فيها خلال مسيرته المهنية.
فى "الكتاب" يحكى الدبلوماسى القدير, عمرو موسى, وزير خارجية مصر - الأمين العام للجامعة العربية الأسبق, عن ذكرياته مع الأمير سعود الفيصل قائلا: "لم يكن سعود الفيصل أميرًا أو وزيرًا فقط, بل كان إنسانا محترما, عالى الهمة, متميزا فى كفاءته, متفوقا فى مهنته, معتزًا بهويته, مخلصا فى صداقته, كبيرا فى تعامله, ولم يكن يقبل حلولا وسطا, حين يتعلق الأمر بالعروبة هوية, والإسلام دينًا, وكان قادرًا وقديرًا على نسج خيوط المواقف الإيجابية, التى تقدم حلولًا للمشكلات, ومخارج عاقلة من الأزمات".
أما عن علاقته بمصر فيقول: "كنا نرى فيه صديقًا, بل شقيقًا, يفهم مصر, ويقدر دورها, ويذود عنها, ويعمل على نسج علاقة إستراتيجية بين مصر والمملكة العربية السعودية؛ من منطلق وعى إستراتيجى عميق بأهمية الدولتين للأمن القومى العربى".
رحم الله الأمير سعود الفيصل وأسكنه فسيح جناته؛ جزاء وفاقًا لإخلاصه, وحسن عمله, وعميق إيمانه.