طوابير لندن..!
نشر بالأهرام صباح الإثنين 4/11
أمس الأول (السبت)، كانت السماء ممطرة فى لندن, ودرجة الحرارة لا تزيد على 10 درجات مئوية, والهواء باردا، بدرجة ملحوظة، وعلى الرغم من هذه الأجواء؛ فقد حرصت، ومعى بعض الوفد الرسمى، المصاحب لافتتاح معرض "توت عنخ آمون"، على الذهاب لزيارته فى أول أيام افتتاحه.
كنت أتوقع أن يكون الإقبال ضعيفا، وسط هذه الأحوال المناخية غير المستقرة, خاصة مع استمرار سقوط الأمطار، وعدم انقطاعها.
كانت المفاجأة، التى أسعدتنى بحق، امتداد الطوابير، أمام المعرض، لمسافة لا تقل عن 100 متر، فى انتظار دورهم لدخوله.
جال فى خاطرى، لأول مرة، أنه ربما يكون هذا العدد من الجمهور قد قام بالحجز قبل افتتاح المعرض، وهم مضطرون إلى الحضور لكيلا يخسروا ثمن التذاكر.
سألت مرافقى من أعضاء البعثة، الذين أشاروا إلى أن الحجز المسبق ليس له يوم محدد لزيارة المعرض, وأن الأعداد، التى حجزت عن طريق "النت"، لها أن تختار ما تشاء من الأيام للحضور, واصطحبنى مرافقى إلى شباك حجز التذاكر، المفتوح أمام الجمهور، لأشاهد المفاجأة الثانية, وهى وجود أعداد كبيرة منهم تقف أمامه، فى انتظار دورهم، للفوز بتذكرة المعرض، على الرغم من أن شباك الحجز ملاصق للطوابير.
الطوابير لم تمنعهم من الاستمرار فى عملية الحجز, والمناخ لم يجعلهم يتركون أرض المعرض، وانتظار يوم آخر تتحسن فيه الأحوال الجوية.
الطوابير أمام معرض للآثار المصرية، ظاهرة تستحق الوقوف أمامها, صحيح أنه معرض "توت عنخ آمون"، إلا أنه، فى كل الأحوال، هو حدث ثقافى، بكل المعايير, وهذا هو الفرق بين الشعوب المتقدمة والشعوب المتخلفة.
الشعوب المتقدمة تحترم الثقافة, وتقف فى الطوابير من أجلها, أما الشعوب المتخلفة، فربما تتوارى خجلا أمام المتاحف، والمعارض، بسبب الجهل، وعدم الوعى.
عبدالمحسن سلامة