تدمير الأمم والشعوب..!
نشر بالاهرام صباح الخميس 19/12
فى لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسى مجموعة من شباب "منتدى العالم"، وقفت فتاة كردية، وفى عينيها دموع، تسأل عن مستقبلها، ومستقبل الأكراد فى المنطقة؟!..
سؤال صعب، خاصة فى ظل موقف تركيا، المعادى لمصر، وشعبها، وفجاجة رئيسها, رجب أردوغان, والمشكلات، التى يثيرها، فى كل حدب صوب, وآخرها ما حدث مع ليبيا, وتوقيع اتفاقية مشبوهة، لترسيم الحدود، مع من لا يملك، ومن لا يحكم, وأقصد به فائز السراج، المنقوصة شرعيته، بسبب الوضع المتأزم هناك, ورفض البرلمان الليبى، ورئيسه عقيلة صالح، كل تصرفاته.
لو أن أحدًا غير الرئيس فى هذا الموقف لصب الزيت على النار, واستغل سؤال الفتاة الكردية، "ليدغدغ" مشاعرها، ومشاعر الأكراد, لكن الرئيس يلتزم بالموقف الأخلاقى, قبل أى موقف آخر, كما أنه رجل دولة، يحافظ على كيانات الدول، بغض النظر عن الأشخاص.
بروح الأب، والإنسان، تعامل الرئيس مع السؤال، متفهما حرص الفتاة على هويتها, ولغتها, وعاداتها, وتقاليدها, فهذا حق من حقوق الإنسان, وتلك واجبات الدول، التى يجب أن توفرها لكل مواطنيها.
فى الوقت نفسه, أوضح الرئيس, أنه يرفض تدمير، وتقسيم الشعوب، والأمم، والدول, وأنه مع وحدة الدول, وتماسكها, وأنه يرفض الأقتتال، من أجل الهوية، وأنه من الأفضل استغلال الطاقات، المتاحة، فى التنمية، والبناء، والتقدم، بدلا من الحروب، والخلافات، التى تؤدى إلى تعطيل الدول، مشيرًا إلى أنه كان يتمنى لو أن الاقتتال، الموجود فى سوريا, أو العراق, أو تركيا, أو أى مكان آخر، قد تحول إلى بناء, وبذل الجهد،وطاقة عمل، وتعمير،فذلك يؤدى إلى الرخاء، والتقدم، لكل الأفراد، بلا استثناء.
إجابة طبيعية، من رجل دولة، يتحلى بالأخلاق، ويرفض الانتهازية، مهما تكن الظروف.