الثورة الصناعية.. الجديدة
نشر بالاهرام صباح الجمعة 20-12
الإصلاح المالى، والاقتصادى، الذى حدث خلال السنوات الماضية، إنجاز بكل معنى الكلمة, فلا أحد يتخيل أن يأتى اليوم، الذى يبحث فيه الدولار عن مشترين, وأن تنتهى فوضى السوق السوداء للدولار, وأن يصل احتياطى النقد الأجنبى إلى أكثر من 45 مليار دولار، لأول مرة فى تاريخ مصر.
الآن، هناك خطوات جادة، تأخذها الدولة، فى إطار المرحلة الثانية من الإصلاح الاقتصادى, وهى مرحلة لا تقل أهمية عن المرحلة الأولى، لأنها تتعلق بتغيير هيكلى فى الاقتصاد القومى المصرى, وتحويله من "الاقتصاد الريعى" إلى "الاقتصاد الإنتاجى".
"الاقتصاد الريعى" مهم جدا، لأنه اقتصاد قائم على الخدمات، والسياحة، والمقاولات، وعوائد القناة.. وغيرها, لكن لابد، إلى جوار ذلك، أن يكون هناك إنتاج، لأن الإنتاج، فى أى دولة، هو عمود الاقتصاد الصلب، الذى لا يتأثر بالهزات الطارئة.
التصنيع مصدر أساسى من مصادر الإنتاج, وهناك اهتمام شديد بهذا الملف، ظهر خلال الأيام الماضية, وكانت البداية بزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى مدينة الأثاث الجديدة فى دمياط، باعتبارها باكورة الجيل الجديد من المدن الصناعية، التى سوف تظهر إلى النور تباعا خلال المرحلة المقبلة.
حلم التصنيع بدأ فى الستينيات، حينما كان الشعار، آنذاك،"التصنيع من الإبرة إلى الصاروخ", لكن الحلم توقف، بسبب حرب اليمن, وهزيمة 1967, ثم جاء الرئيس السادات والاقتصاد شبه منهار, وحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه, لكن البوصلة الاقتصادية تحولت إلى ناحية أخرى، بعيدا عن الاهتمام بالصناعة والتصنيع.
الحلم، الآن، يتحقق، ومن خلال أدوات عملية، وعصرية، حديثة، تأخذ فى الاعتبار تجارب السنين, وكانت البداية إطلاق جيل جديد من المدن الصناعية، فالصناعة هى الحل، لأنها تعنى الإنتاج, والإنتاج يعنى تغطية احتياجات السوق المحلية, والحد من الواردات, وزيادة الصادرات، لتتحول مصر إلى "صين"إفريقيا والعالم العربى- إن شاء الله.