سلطان الحكمة
نشر بالاهرام صباح الإثنين13-1
السلطان قابوس بن سعيد، سلطان عُمان، واحد من أبرز الحكماء العرب، الذين استطاعوا أن يعبروا، بوطنهم،إلى بر الأمان، وسط أعنف العواصف، التى اجتاحت المنطقة العربية، خلال الأعوام الخمسين الماضية.
كان حكيما، قولا، وعملا، واستطاع أن يؤسس، لدولته، حالة، خاصة، من الاستقلال السياسى، والاقتصادى، منذ أن تولى مقاليد الحكم هناك.
نجح السلطان قابوس فى بناء دولة عصرية، حديثة، واهتم بالتعليم،والصحة، والعمران، ومن يزور عُمان يعرف حجم التطور، الذى شهدته،السلطنة، خلال السنوات الماضية.
كانت علاقته بمصر خاصة، ومتميزة،فقد رفض مقاطعة القاهرة، والانسياق وراء حملة المقاطعة " الحنجورية" لدول الصمود والتصدى، التى لم تصمد، ولم تتصد، ولم تطلق رصاصة، واحدة، منذ حرب أكتوبر المجيدة، التى قادتها مصر.
لقد ظلت عُمان محتفظة بعلاقتها مع القاهرة، حتى عادت الدول العربية، مرة أخرى،إلى مصر، وعادت الجامعة العربية إلى مقرها الدائم فى القاهرة.
وفى المحيط الخليجى، ظلت عُمان منتمية لمحيطها، وعضوا فاعلا، ومؤثرا، فى اتحاد التعاون الخليجى،إلا أنها تمسكت باستقلالية سياستها الخارجية، خاصة مع إيران،والدول، التى لها مشكلات مع الدول الخليجية.
هذه السياسة، المتوازنة، جعلت من عُمان مركزا لعقد العديد من الصفقات السياسية، المهمة، على المستوى العربى، والإقليمى، وجعلت من السلطان قابوس رمزا للحكمة، والاعتدال، والاحترام، بين الزعماء العرب.
خلال زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى، الأخيرة، لسلطنة عُمان، كان السلطان قابوس فى مقدمة مستقبليه، وعلى الرغم من ظروفه الصحية، فإنه أراد، بذلك،تأكيد خصوصية العلاقة بين الشعبين، المصرى والعمانى، وكذلك بينه وبين الرئيس عبدالفتاح السيسى.
كلمات الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى نعى السلطان قابوس،أكدت كل هذه المعانى، حينما قال " فقدت الأمه العربية زعيما من أعز الرجال، وقائدا حكيما، منح عمره لوطنه وأمته"..رحم الله السلطان قابوس، وألهم شعبه، وأمته، الصبر والسلوان