مراوغة إثيوبيا..!
نشر بالاهرام صباح الثلاثاء 14-1- 2020
تابعت مشاهد، من لقاء آبى أحمد، رئيس الوزراء الإثيوبى، وسيريل راما فوزا، رئيس جنوب إفريقيا، فى أثناء زيارة الأول جنوب إفريقيا.
رئيس الوزراء الإثيوبى طلب من رئيس جنوب إفريقيا التدخل، للوساطة بين إثيوبيا ومصر، بحكم أن جوهانسبرج سوف تتولى رئاسة الاتحاد الإفريقى خلفا للقاهرة فى الدورة المقبلة.
"اسمع كلامك أصدقك.. أشوف أمورك أستعجب".. مثل شائع فى مصر، ينطبق، تماما، على آبى أحمد، رئيس الوزراء الإثيوبى، الذى استبشرنا به خيرا، وهنأه الرئيس عبدالفتاح السيسى، بفوزه بجائزة نوبل للسلام، والمشكلة أن كلام، وتصريحات، رئيس الوزراء الإثيوبى شىء، وأفعال إثيوبيا شىء آخر مختلف تماما.
مصر أكدت، من جانبها، عشرات المرات، أنها ليست ضد التنمية فى إثيوبيا، لكنها، فى الوقت ذاته، لن تفرط فى قطرة مياه واحدة، لأن المياه إذا كانت بالنسبة لإثيوبيا جزءا من خطة التنمية، فهى بالنسبة لمصر قضية حياة أو موت.
من الواضح، أن إثيوبيا لم تستوعب تلك المعادلة، حتى الآن، وأعتقد أن الأمر ليس فيه حسن نية، على الإطلاق، لأن مصر مدت يدها، ولاتزال، بالسلام لإثيوبيا، وتريد الخير لها، ولشعبها، بشرط عدم الإضرار بالشعب المصرى.
الموضوع بسيط، إذا توافرت الإرادة، وحسن النية، لدى الجانب الإثيوبى، أما غير ذلك، فهو يعنى، ببساطة، سوء نية، وتوافر نية الإضرار العمدى بالشعب المصرى، مع سبق الإصرار والترصد.
هناك اجتماعات، حاليا، فى واشنطن، يحضرها وزراء الرى والخارجية بالدول الثلاث، مصر وإثيوبيا والسودان، وممثلون للبنك الدولى، والولايات المتحدة الأمريكية، وقد تشهد هذه الجولة، من المفاوضات، انفراجة حقيقية، أو تنتهى، كما بدأت، بحسب رغبة الجانب الإثيوبى، فالمشكلة ليست فى مصر، أو السودان، وإنما المشكلة كلها فى "رقبة" إثيوبيا، فكل الجولات السابقة تؤكد أن إثيوبيا لاتزال "متعنتة"، فلماذا يطلب رئيس وزرائها تدخل رئيس جنوب إفريقيا؟!.. الإجابة واضحة: هو فقط يريد المزيد من المراوغة، وضياع الوقت!