لى كوان يو..!
نشر بالاهرام صباح الجمعة 17-1
لى كوان يو، شخصية ملهمة، لكل الجادين، والباحثين عن الأمل، لهم، ولشعوبهم، فهو صاحب تجربة ثرية، ومثيرة، فى آن واحد، لأنه استطاع تحقيق ما يشبه المعجزة، فى تحويل منطقة، كانت عبارة عن عشش للصيد، إلى دولة، من أعظم الدول، حاليا، وهى سنغافورة!
زارنى دومينيك جوه، السفير السنغافورى الجديد فى مصر، ومعه هدية، شديدة الأهمية، وهى الكتاب الخاص بالسيرة الذاتية، لرئيس وزراء سنغافورة الأسبق، لى كوان يو، ويحكى فيه مسيرة سنغافورة، من عام 1965 إلى 2000، أى على مدى 35 عاما، وكيف تحولت سنغافورة من مناطق عشوائية، للصيد، إلى دولة، تناطح كبرى الاقتصادات العالمية؟!...
هذا الكتاب، أتمنى أن يقرأه كل الشباب، والفتيات، ليتأكدوا أنه ليس هناك ما يعرف بالمستحيل، لأن ما فعله لى كوان يو، هو المستحيل بعينه، الذى تحول إلى إنجاز، رائع، وملهم، لمن لديه الإرادة، والعزيمة، والإصرار..
الفصل الأول بالكتاب، جاء بعنوان "وحيدا على الطريق"، ويحكى بداية التجربة السنغافورىة، فى عام 1965، حينما أصبح لى كوان يو رئيسا لوزرائها، بعد استقلالها، وانفصالها عن ماليزيا، ليجد نفسه يحكم جزيرة، أو محطة تجارية، ليس لها معالم، أو مصدر للدخل، فقد انسحبت بريطانيا من معظم قواعدها هناك، والتى كانت ضمن مصادر الدخل لسنغافورة، كما انفصلت سنغافورة عن ماليزيا، فى وقت لم يكن هناك جيش، أو مؤسسات، لتلك الدولة الوليدة، لتبدأ رحلة طويلة، من العمل الشاق، والدءوب، لتصل إلى ما هى عليه الآن..
كان دخل الفرد نحو 400 دولار سنويا، فى بداية حكم لى كوان يو، ووصل إلى 22 ألف دولار عام 2000، واستطاع القضاء على مشكلات الفقر، والجهل، وبناء مؤسسات دولة، قوية، ومزدهرة.
تجربة مهمة، تستحق القراءة، والاهتمام، لكل من يريد تغيير حياته، بالعمل، والإخلاص، والارادة.