سر التقدم والتراجع..!
نشر بالاهرام صباح الخميس 30/1
عظمة الدين الإسلامى؛ أنه استطاع أن يجعل قوما، كانوا عبارة عن مجموعات من البدو، شديدى التخلف، قوة حضارية هائلة, فقد نجح فى تحويلهم إلى قادة للعالم, بعد أن استطاعوا تغيير موازين القوى به.
كان الفرس والروم سادة العالم, والقوتين الأعظم لمدة طويلة, حتى ظهرت الدولة الإسلامية, ونجحت فى إلحاق الهزيمة بهما, وأصبحت هى القوة الأعظم، الوحيدة فى العالم، لعقود طويلة من الزمان.
ظلت الدولة الإسلامية هكذا، حتى ترهلت, وأصبح المسلمون يتمسكون "بالقشور", ويُهملون القِيم الإسلامية العظيمة، فى العمل، والتعاملات, وكانت النتيجة هى تدهور حال المسلمين، وتراجعهم، ليصبحوا فى ذيل الأمم، للأسف الشديد.
لكل هذا؛ تأتى أهمية مؤتمر "تجديد الخطاب الدينى"، الذى عُقد يومى الإثنين والثلاثاء الماضيين، ليكون بداية لسلسلة من المؤتمرات، التى تَهدف إلى تجديد الفكر الدينى، وتنقيته من الشوائب، التى لحقت به، وأدت إلى تَخلُف المسلمين، وتشويه صورتهم.
يُحسب للرئيس عبدالفتاح السيسى, رئيس الجمهورية، أنه طالب، بشجاعة، بضرورة تجديد الفكر الدينى، دون المساس بثوابت الدين، أو العقيدة، أوالأحكام، التى اتفق عليها الأئمة, فالتجديد يكون فى "فقه المعاملات"، من أجل أن يعود المسلمون كما كانوا؛ قادة العالم، وقوته الأعظم.
شيخ الأزهر، الأمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، أكد أن "التجديد" هو قانون قرآنى خالص، توقف عنده طويلا كبار أئمة التراث الإسلامى, واكتشفوا ضرورته، لتطور السياسة، والاجتماع.
بداية موفقة، تحتاج إلى جهد، ومثابرة، واتساع أفق, فلن يتحقق الهدف من مؤتمر واحد, وأتمنى أن يُعقد ذلك المؤتمر بشكل سنوى دائم، لإعادة تصحيح المفاهيم الخاطئة، فى جميع المجالات.