حياء الأخوة الإنسانية
نشر بالاهرام.صباح الأربعاء 5-2
شاركت فى الاحتفالية، التى أقيمت بأبوظبى، على مدى اليومين الماضيين، بمناسبة ذكرى مرور عام على توقيع "وثيقة الأخوة الإنسانية"، التى قام بالتوقيع عليها شيخ الأزهر، الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، وقداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، فى الرابع من فبراير العام الماضى، بحضور الشيخ محمد بن زايد، ولى عهد أبوظبى- نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
أهمية هذه الوثيقة؛ أنها تدعو للتعايش المشترك بين الأديان السماوية، ونبذ العنف، والتطرف, ولأول مرة، خلال التوقيع العام الماضى، يلتقى الدكتور أحمد الطيب قداسة البابا فرنسيس، بعد فترة طويلة من الجفاء، والمقاطعة.
الإمارات نموذج للتسامح، والعيش المشترك, وذلك لأنها احتضت توقيع "الوثيقة", وأيضا، لأنها مقر "مجلس حكماء المسلمين"، الذى يرأسه فضيلة الإمام الأكبر, شيخ الأزهر.. ومن أجل ترسيخ قيم التسامح، والعيش المشترك, فقد خصصت الإمارات وزارة للتسامح، يرأسها الشيخ نهيان بن زايد، الذى أكد، فى كلمته، السلوك الاجتماعى، الوسطى، المعتدل, وأن البشر كلهم أعضاء فى مجتمع إنسانى واحد, ولهذا يجب ضمان حرية الاعتقاد, وحماية دور العبادة، لكل الأديان السماوية.
الإسلام حرص، منذ بدايته، على تأكيد حرية العقيدة والأديان، بنص قرآنى واضح، وحاسم، فى سورة "الكافرون"، حيث قال تعالى "لكم دينكم ولى دين" صدق الله العظيم.
هذا التعبير القرآنى الحاسم؛ يؤكد فكرة حرية العقيدة والأديان، ليس مع أصحاب الديانات السماوية الأخرى فحسب، وإنما، أيضا، مع الكافرين، غير المؤمنين بوجود الله, واعترف بهم فى إطار العيش الإنسانى المشترك، وأن لهم دينهم، وللمؤمنين دينهم، وعقيدتهم.
الكلمات كلها أكدت ضرورة نبذ العنف، وضرورة نشر الخير، والسلام، والعدالة، من خلال الصحافة، والإعلام، من أجل تحصين المجتمعات، والدول، ضد فيروسى التطرف، والإرهاب.