نشر بالاهرام صباح الإثنين 3/2/2020

حينما كنت فى زيارة إلى لندن، لحضور احتفالات إقامة معرض "توت عنخ آمون"، وشاهدت طوابير طويلة، وممتدة، أمامه، على الرغم من البرد، والمطر، كتبت هنا، معجبا ومنبهرا، بالشعب الإنجليزى، الذى يقف فى طوابير طويلة، ليس من أجل الزيت، والسكر، ولا حتى أمام السينما، أو المسرح، وإنما بهدف الاستمتاع بالحضارة المصرية القديمة، مما يؤكد ارتفاع الوعى الحضارى، والثقافى، للمواطنين هناك.
يوم الجمعة الماضى، كنت على موعد لحضور ندوة، ضمن ندوات معرض "الكتاب"، بدعوة من الدكتور هيثم الحاج، رئيس هيئة الكتاب، وبحضور الزميلين، على حسن، رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير "وكالة أنباء الشرق الأوسط"، وعماد الدين حسين، رئيس تحرير جريدة "الشروق"، وكان موعد الندوة فى الخامسة مساءً، وفى أثناء ذهابى إلى "المعرض"، شاهدت طوابير طويلة، من السيارات، والأوتوبيسات، أمام المداخل المخصصة به، بالإضافة إلى طوابير طويلة من الزائرين أمام الأبواب، فى انتظار دورهم فى دخوله.
حركة دخول، وخروج، هائلة، فى معرض "الكتاب"، مما يؤكد أن أرقام الزائرين ربما تزيد على "المليونى" زائر، خلال فترة إقامته، التى تنتهى غدا، وهو عكس ما يردده البعض من عزوف المواطنين عن القراءة.
صورة حضارية رائعة، للشعب المصرى العظيم، وهو يقف فى طوابير أمام معرض "الكتاب"، وخلال جولتى به، كانت أجنحته مملوءة بالزائرين الراغبين فى شراء الكتب بمختلف أنواعها .
الشىء اللافت للانتباه، أيضا، بالمعرض، ركن الأطفال، وما يحتويه من أجنحة مخصصة كاملا لكتبهم، بالإضافة إلى ركن الألعاب، ومنطقة مطاعم، وترفيه.
شعرت بسعادة بالغة، بعد زيارتى المعرض، والمشاركة فيه، وأتمنى أن يحاول، من لم يتمكن من زيارته، أن يقتنى الفرصة اليوم، وغدا، للذهاب إليه، فلا خوف على مستقبل أمة تقرأ.