إبراهيم ومحمد وأحمد
نشر بالاهرام صباح الإثنين 24/2/2020
أستأذن القارئ الكريم فى أن أفسح هذه المساحة، اليوم، لمشاعرى الشخصية، تجاه 3 من الزملاء الأعزاء، اختطفهم الموت، خلال الفترة القليلة الماضية، وهم الأساتذة: إبراهيم أنور، ومحمد السيد، وأحمد عبدالحكم.
هم زملاء أعزاء، بذلوا كل جهدهم، فى بلاط صاحبة الجلالة، وظلوا يعملون داخل أروقة "الأهرام"، حتى يوم وفاتهم، دون كلل أو ملل، أو تَبُرم، أو ضِيق.
وهم من عَيِّنة ملح الأرض، فى الصحافة والإعلام، التى نَظلم العاملين فيهما بمقارنتهم ببعض الأسماء اللامعة، الذين تُقدر ثرواتهم بالملايين، ونعتقد، بشكل خاطئ، أن كل الصحفيين، والمذيعين، يملكون الملايين، ولا نعرف أن النسبة العظمى منهم يعملون بكل جد وشرف، ولايملكون سوى الستر والصحة والحياة المتوسطة.
إبراهيم أنور ظل يعمل فى "الأهرام" حتى انتهاء موعد عمله، وغادر إلى حيث يقوم ببعض التدريبات الرياضية الخفيفة، ليسقط مغشيا عليه، وتفيض روحه إلى بارئها، أما محمد السيد فهو البشوش ذو العلاقات الطيبة، والمتميزة، مع الجميع، وكان يُخفى متاعب قلبه، ويُصر على الحضور يوميا إلى عمله، ويوم وفاته، حضر وجلس على مكتبه، وشعر ببعض التعب، والتف حوله الزملاء، والأصدقاء، وقاموا بنقله إلى المستشفى، حيث كان الوداع الأخير،أما أحمد عبدالحكم، فهو صحفى متميز، وعلى خُلق، ويوم الخميس الماضى حضر إلى عمله، وأنهى كل المطلوب منه، وغادر إلى منزله، ليسقط مغشيا عليه، وسط أسرته، التى أصابها الذهول من هول الصدمة.
صدمات موجعة أصابت أسرة "الأهرام"، لكنها جرس إنذار أن الدنيا لا قِيمة لها، وقد سمعت من أحد القساوسة قصة لطيفة، فى أثناء تقديم واجب العزاء بإحدى الكنائس، حيث حكى عن ذلك الرجل، الذى طلب من الله أن يُنّبهه قبل وفاته، ووعده الله بذلك، وحينما حان أجله، سأل ملك الموت عن وعد الله له، فأخبره بأنه تحقق بوفاة العديد من ذويه، ومعارفه، قبله، وأن وفاة الآخرين جرس إنذار، وتنبيه، لنا جميعا.. رحم الله زملاءنا، وألهمنا وذويهم الصبر.
عبدالمحسن سلامة