اعتراف بالتقصير
نشر بالاهرام صباح الثلاثاء 25-2
إذا كنا نتحدث عن ضرورة دعم ومساندة الصحافة، والإعلام، خلال تلك الفترة، من أجل تجاوز أزماتهما, فلابد من الاعتراف بالخطأ والتقصير من جانبنا, وخير دليل، على ذلك, إهمال "طبيب الغلابة", وعدم الاهتمام به, طوال تلك الفترة، حتى سمعنا به فى دبى, وهم يكرمونه, باعتباره رائدا من رواد العمل الخيرى.
الدكتور مجاهد مصطفى معوض الطلاوى, ابن قرية طلا، التابعة لمركز الفشن، بمحافظة بنى سويف, من أسرة بسيطة, ولم يكن له "سند"، أو "واسطة" إلا الله سبحانه وتعالى أولا، ثم تعليمه وعلمه ثانيا، على اعتبار أن التعليم كان الوسيلة الوحيدة للحراك الاجتماعى, ولن تتقدم مصر، أو غيرها، إلا إذا أصبح التعليم والعمل هما الوسيلة الوحيدة للحراك الاجتماعى.
نجح الدكتور مجاهد فى أن يكون طبيبا متميزا, ورفض مغادرة قريته، وظل يعمل بها, وافتتح عيادة, وأصر على أن تكون قيمة كشفه 4 جنيهات لفترة طويلة, وحين زادت ارتفعت إلى 10 جنيهات فقط لا غير.
لم تتوقف أعمال الدكتور مجاهد الخيرية عند الكشف البسيط، ومعالجة المرضى غير القادرين مجانا, لكنه قام بإنشاء معهد دينى بالقرية, ومستشفى لعلاج غير القادرين, وإجراء العمليات الجراحية لهم مجانا.
فوجئ الدكتور مجاهد بترشيحه لنيل جائزة "صناع الأمل"فى دبى, وحصل عليها, وقام بتكريمه الشيخ محمد بن راشد، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة- رئيس مجلس الوزراء- وزير الدفاع- حاكم إمارة دبى.
الدكتور مجاهد من النماذج التى يجب إبرازها فى الصحافة، ووسائل الإعلام المصرية، وليس محمد رمضان، وحمو بيكا، وشاكوش.. وغيرهم، والأولى بالصحافة والإعلام أن يبحثا عن النماذج الناجحة، التى أفنت عمرها فى خدمة وطنها, والبشرية, وهذا تقصير، لابد من الاعتراف به، من جانب العاملين فى الصحافة والإعلام، فلا يصح، أبدا، أن نشاهد، ونسمع عن هذه النماذج، لأول مرة، من خارج مصر.. صحيح أن تكريمهم وسام على صدر كل مصرى, لكن لابد أن تكون البداية من صحافتنا، وإعلامنا.
لقد شعرت بالاعتزاز والفخر، وأنا أشاهد الدكتور مجاهد يحكى قصته، وكيف نجح فى تربية أولاده، ليصبحوا أطباء أيضا، ويواصلوا مسيرته فى العطاء والعمل الخيرى، فى قريته، والقرى المجاورة لها، بمحافظة بنى سويف، فكل التحية والتقدير لجميع النماذج المشرفة داخل وخارج الوطن.
عبد المحسن سلامة