ياسمين رمضان
نشر بالاهرام صباح الجمعة 28-2
طبقا لما أعلنه محمود جلال، مدير منظومة المواليد والوفيات بوزارة التخطيط، ونشرته جريدة "الشروق" فى صدر صفحتها الأولى، منذ عدة أيام، فإن اسم المولودة رقم " 100" مليون فى مصر هو"ياسمين رمضان ربيع"، من مركز سمالوط بمحافظة المنيا.
ياسمين رمضان ربيع، أعتقد أن هذا الاسم يجب أن نتذكره جيدًا، لأنه تحول إلى علامة مميزة فى تاريخ عدد السكان بمصر، حيث وصل العدد إلى 100 مليون نسمة, وهو رقم ضخم لدولة كبيرة تزيد بمعدل مواطن كل 17,9 ثانية, و3,3 مواطن كل دقيقة، فقد بلغ معدل النمو السكانى 1,79% فى عامى 2018و 2019، وانخفض معدل الزيادة الطبيعية بنسبة 0,9%، ليسجل 1,78% العام الماضى، مقابل 1,87% عام 2018.
هنا، لابد أن نتوقف قليلا عند رقم "100" مليون، فهذا الرقم له إيجابياته، وسلبياته, والقيمة ليست فى العدد, وإنما فى نوعيته، وتأهيله، وتعليمه, ومواكبة أحدث التطورات العالمية.
إننى أتعجب كثيرا ممن يُصرون على عدم "تنظيم" النسل، ويلقون أطفالهم فى الشوارع دون تعليم, أوصحة, وأتساءل، بينى وبين نفسى: لماذ الإصرار على إيذاء الأبناء بعدم تعليمهم، وعدم رعايتهم الصحية؟!.
هناك قصة مشهورة عن سيدنا عمر بن الخطاب، رضى الله عنه، حينما جاء إليه أحد البدو يشكو عقوق ابنه له، فأحضر سيدنا عمر ابنه، وأنّبه على عقوق أبيه، فقال الابن: يا أمير المؤمنين، أليس للولد حقوقُ على أبيه؟، قال: بلى، قال فما هى يا أمير المؤمنين؟، قال: أن ينتقى أمه، ويُحسن اسمه، ويُعلمه القرآن، فقال الابن: يا أمير المؤمنين إن أبى لم يفعل شيئا من ذلك، أما أمى فإنها كانت زنجية عند مجوسى، وقد سمانى "جُعلا" أى (خنفساء)، ولم يعلمنِ شيئا من القرآن، فالتفت سيدنا عمر إلى الرجل، وقال له: "أجئت إلىّ تشكو عقوق ابنك وقد عققته قبل أن يَعُقّك، وأسأت إليه قبل أن يسىء إليك".
هذه هى فلسفة الدين فى الاهتمام بالأبناء، وحسن رعايتهم، فلماذا الإصرار من جانب البعض على مخالفة هذه التعاليم فى حسن تربيتهم، والاهتمام بهم, ومراعاة الظروف الاقتصادية لأفراد الأسرة قبل اتخاذ قرار الإنجاب من عدمه؟!
عبدالمحسن سلامة