نشر بالاهرام صباح الإثنين 2/3/2020

فكرة مثيرة، وجديدة، انطلقت فى الغردقة، أمس الأول، حينما تم افتتاح أول متحف، مشاركة مع القطاع الخاص، حيث تحمل القطاع الخاص كل تكاليف الإنشاءات، وقامت وزارة السياحة والآثار بنقل الآثار وعرضها فى المتحف، على أن تتولى هى بعد ذلك تشغيل المتحف كاملا بمعرفتها، وتحت إشرافها، ويتم اقتسام عائد تذكرة الزيارة بين كل من الوزارة والشركة المنفذة.
فى المقابل، قامت الشركة المنفذة بعمل مناطق مطاعم، وكافيتيريات، وألعاب الأطفال، بحيث تقوم الوفود السياحية، والعائلات المصرية بزيارة المتحف، وقضاء يوم سياحى كامل به دون ملل.
زرت هذا المتحف، قبل افتتاحه، ومعى مجموعة من الزملاء رؤساء التحرير، ونالت الفكرة إعجاب جميع الحاضرين، والمتحف يقع بالقرب من مشروع مؤسسة "الأهرام"، الذى أقامته مشاركة مع الشركة المنفذة لمشروع المتحف، الذى افتتحه الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، والدكتور خالد العنانى، وزير السياحة والآثار، أمس الأول.
الفكرة رائعة، وهى أول شراكة بين القطاع الخاص والدولة فى مجال الآثار، والأهم أنها تُحيى زيارة المتاحف، التى تحتاج إلى نوعية معينة من الزائرين، ولا تحتاج إلا عدة ساعات فقط، أما قضاء يوم سياحى كامل فى المتاحف؛ فهو يتطلب إقامة مناطق للترفيه، والألعاب، والعروض المسرحية، والفنية، مما يسهم فى جذب فئات كثيرة، ومتنوعة، لزيارتها، ويشجع على ارتيادها عدة مرات، وليست مجرد زيارة واحدة فقط.
منذ 20عاما، ذهبت فى زيارة إلى ماليزيا، وهناك فى المتحف الإسلامى الكبير، وجدت الفكرة نفسها مطبقة، حيث تم استغلال المنطقة المحيطة بالمتحف لإقامة مناطق ترفيه، وألعاب، ومطاعم.. وكلها منسجمة مع طبيعة المتحف، ولا تبتعد عنها كثيرا.
أتمنى تعميم تجربة متحف الغردقة فى مناطق أخرى، خاصة المناطق السياحية، مثل شرم الشيخ.
عبدالمحسن سلامة