حكاية الـ " 15" مليون دولار
نشر بالاهرام صباح الخميس
فى لقاء الدكتور محمد معيط, وزير المالية, مساء الإثنين الماضى, مع عدد من الزملاء الصحفيين, والكتاب, والمفكرين, بمقر الوزارة, فى إطار الحوار المجتمعى حول الموازنة الجديدة, حكى الدكتور معيط, قصة طريفة, لكنها ذات دلالة عميقة, ووقعت قبل بدء برنامج الإصلاح الاقتصادى, الذى تبناه الرئيس عبدالفتاح السيسى.
الواقعة كانت تتعلق بضرورة توفير 15 مليون دولار لشراء مستلزمات دواء فيروس "سى", ولم يكن المبلغ متاحا, فى ذلك الوقت, وحكى الدكتور معيط, أيضا, أنه اُضطر إلى اللجوء للمهندس إبراهيم محلب, رئيس مجلس الوزراء, آنذاك, لتدبير هذا المبلغ البسيط, حتى لا تضيع الصفقة.
وأشار الدكتور معيط, كذلك, إلى أن معظم لقاءاته بالسفراء الأجانب كانت تتعلق بوساطتهم لصرف مستحقات الشركات العاملة فى قطاعى البترول والغاز, بعد أن تراكمت المديونيات إلى درجة مخيفة.
الوزير كان يحكى تلك الوقائع ليشير إلى حال الاقتصاد المصرى قبل بدء إصلاحه, وكيف أنه وصل إلى درجة خطيرة كان يمكن بعدها أن ينهار, ولا تستطيع مصر تسديد أقساط ديونها كما فعلت بعض الدول.
الوضع, الآن, اختلف تماما, والاقتصاد المصرى أصبح أكثر قوة, وتراجع معدل الدين من 108% من إجمالى الناتج المحلى إلى أقل من 90%, ومن المتوقع أن يصل فى نهاية العام المقبل إلى 79,5%, ليصبح فى الحدود الآمنة تماما.
أيضا, تحقق فائض أوَلى 2%, ولم تعد هناك مشكلات فى تدبير العملات الأجنبية, أو مستحقات الشركات, وسجل الاقتصاد المصرى نسبة نمو 5,2%, ومن المتوقع أن يصل إلى 6% خلال الموازنة المقبلة.
المشكلة, الآن, الطارئة, التى ضربت اقتصاد العالم, هى مشكلة "كورونا", وما نتج عنها من وقف رحلات السفر, ومشكلات فى التصدير والاستيراد, لكن ما يبعث الاطمئنان أن الحكومة واعية تماما لتلك الأحداث, والمهم ألا تطول الأزمة أكثر من اللازم, حتى لا تُسبب أضرارا ملموسة.
عبدالمحسن سلامة